الضربات الأمريكية لإيران تحت الحزام
١-بالتوازي مع المسار التفاوضي الذي تخوضه الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران في “فيينا”، تعمل واشنطن على تسديد ضربات للنفوذ الإيراني تحت الحزام، وذلك بعد الخلافات بين الجانبين حول ملفين هامين، الأول هو تأطير النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، والثاني تصنيع الصواريخ بعيدة المدى.
٢-في العراق تدعم أمريكا تحركات رئيس الوزراء “مصطفى الكاظمي” الذي يصطدم بشكل متكرر مع فصائل الحشد الشعبي الولائية، وهي المرتبطة بشكل مباشر بالحرس الثوري وتعتبر “الخامنئي” مرجعية لها، وأبرزها “عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله”العراقية، ومؤخراً طالتها عقوبات اقتصادية أمريكية.
٣- فتحت وزارة الدفاع الأمريكية قبل أسبوع خطاً مع روسيا، نتج عنه إجبار مجموعات “سيد الشهداء” العراقية المرتبطة بإيران على الانسحاب من دير الزور السورية باتجاه العراق، بالإضافة لانتشار شرطة عسكرية روسية للفصل بين الميليشيات الموالية لإيران وقاعدة “التنف” الأمريكية ببادية سورية.
٤-في شهر تموز/ يوليو الفائت استقدمت أمريكا قوات تابعة لها من قطر باتجاه الأردن، وأسست قواعد بمثابة مراصد مبكرة لمراقبة التحركات الإيرانية في الجنوب السوري.
ومن الممكن أن تقوم هذه القوات لاحقاً بنشاطات ضد الميليشيات الإيرانية من بينها هجمات بالطائرات المسيرة.
٥-الضربة الأكبر على الإطلاق هي الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وتمدد حركة طالبان، وهذا تطور سيحوز على الجانب الأكبر من الاهتمام الإيراني لأنه ملف في صلب الأمن القومي.
قد نشهد خلال الفترة القادمة سحب إيران لميليشياتها الأفغانية والباكستانية من سوريا والعراق باتجاه أفغانستان.
٦-وذلك بهدف موازنة الأمور من قبل إيران مع تمدد طالبان.
والمرجح هو تكثيف الدعم الإيراني لقبائل شمال أفغانستان المناهضة لتمدد طالبان.
وبالمحصلة التطورات المفاجئة لإيران في أفغانستان ستكون بمثابة مشاغلة لها ودفعها للانكفاء، خاصة في حال دخول لاعبين دوليين على خط الاستثمار ضد إيران.
٧-الهدف الأمريكي هو امتلاك أوراق ضغط وتطويق النفوذ الإيراني وجلب طهران لطاولة المفاوضات لانجاز اتفاق لكن بضوابط جديدة متعلقة بالنفوذ الإيراني والبرنامج الصاروخي، هذه الضوابط ستكون بمثابة ضمانة لحلفاء واشنطن التقليديين: الخليج – إسرائيل – تركيا.
٨-نقطة أخيرة بخصوص الانسحاب الأمريكي من أفغانستان:
بالإضافة لكونه سيؤدي لمشاغلة إيران فإنه سيخلق بؤرة توتر للصين، قد تنشط لاحقا على الحدود الأفغانية – الصينية مجموعات من الإيغور،وقد تنبهت الصين للمخاطر وعرضت على طالبان الاعتراف بحكومتها كبوابة لتعزيز التعاون لقطع الطريق.