خطة النقاط الست للاستجابة والتعافي في تقرير لمنظمة اليونيسيف
صَدَر مُؤَخَّرًا تَقْرير عن مُنَظَّمة #اليُونيسيف في نوفمبر الماضي بِعُنْوان “تَفادي ضَياع جِيل كُورُونا”، وتَضَمَّنَ خُطّة لاسْتِجابة عاجِلة أَسْماها التَّقْرير “خُطّة النِّقاط السِّت لِلاسْتِجابة والتَّعافي ووَضْع رُؤْية جَديدة لِعالَم ما بَعْد الجائِحة لِكُل طِفْل”؛ فما أَبْرَز ما جاء في هذا التَّقْرير وما خُطّة النِّقاط السِّتّ؟
تَناوُل التَّقْرير قَضيّة إِغْلاق المَدارِس والمَعاهِد مَنْعًا لانْتِشار كُورُونا، وعلى ما يَبْدُو أنّ مُنَظَّمة اليُونيسيف غير مُقْتَنِعة بجَدْوَى وفاعِليّة إِغْلاق المَدارِس، فالتَّقْرير يَقُول بأنَّ فَوائِد افْتِتاح المَدارِس تَفُوق تِلْك المُرْتَبِطة بإِغْلاقِها، وأَنَّ الخَسارة المُرْتَبِطة بِالإِغْلاق سَتُكَبِّد العالَم خَسارة اجْتِماعيّة وثَقافيّة واقْتِصاديّة غَيْر مَسْبُوقة.
يُبَيِّن التَّقْرير عَدَم وُجُود عَلاقة مُباشِرة بين افْتِتاح المَدارِس وانْتِشار الفَيْرُوس، فالبَيانات المَجْمُوعة من 191 دَوْلة حَوْل العالَم أَثْبَتَت عَدَم وُجُود عَلاقة إِحْصائيّة بين افْتِتاح المَدارِس وانْتِشار كُورُونا، ومن خِلال دِراسة البَيانات المَجْمُوعة من 191 دَوْلة حَوْل العالَم، إِلَّا أَنّ الحُكُومات تُصِرّ على إِغْلاق المَدارِس والأَهالي مُتَخَوِّفُون من إِرْسال أَبْنائِهِم.
كما تَناوَل التَّقْرير التَّأَثُّر الاجْتِماعيّ التَّعْليميّ والاقْتِصاديّ لجائِحة كُورُونا على الأَطْفال واليافِعين والشَّباب، فنِسْبة الأَطْفال المَحْرُومين من الخِدْمات الأَساسيّة حَوْل العالَم قَبْل الجائِحة كانَت 45% إِلّا أَنَّها ارْتَفَعَت بِنِسْبة 50% بَعْدها، كما أَدَّى الإِغْلاق الاقْتِصاديّ لِزيادة عَدَد الأَطْفال الَّذين يَعيشُون في ظِلّ الفَقْر مُتَعَدِّد الجَوانِب بِنِسْبة 15% بما يَبْلُغ 150 مِلْيُون طِفْل.
يَرَى التَّقْرير أنّ غالِبيّة الإِحْصاءات للخَسائِر المُصاحِبة لِكُورُونا تَتَجاهَل قَضيّة بالِغة الأَهَمّيّة، وهي أَنّ خُرُوج الأَطْفال والمُراهِقين من المَدارِس سَيُسَبِّب أَزْمة ثَقافيّة واجْتِماعيّة واقْتِصاديّة قَد تَسْتَمِرّ طُول الحَياة أو على الأَقَلّ لِعُقُود طَويلة، بينما الأَثَر المُباشِر للجائِحة قد لا يَسْتَمِرّ لِأَكْثَر من سَنَواتٍ.
اسْتَفاد التَّقْرير من قاعِدة بَيانات مَعْهَد ماكس بلانك للأَبْحاث فوَفْقَ هذا المَعْهَد 11% من عَدَد الإِصابات في العالَم هي للأَطْفال والشُّبّان الَّذين يَقِلّ عُمْرُهُم عن 20 سَنة، ويَقُول التَّقْرير إِنّ غالِبيّة إِصابات الأَطْفال أَتَتْ من خارِج المَدارِس، وفيما يَخُص اللَّقاحات فَإِنَّها انْخَفَضَت بِنِسْبة 10%.
اهْتَم التَّقْرير بِسياسة التَّعْليم عن بُعْد الَّتي انْتَهَجَتْها 90% من حُكُومات العالَم، ففي دُوَل العالَم المُتَقَدِّم 70% من أَطْفال المَدارِس تَمَكَّنُوا من الوُصُول لِخِدْمات التَّعْليم عن بُعْد، بينما في الدُّوَل الفَقيرة طِفْلان من كُل ثَلاثة أَطْفال لَم يَتَمَكَّنُوا من الوُصُول لَها، وبِخُصُوص تَغْطية الإِنْتَرْنِت فإِنَّها لا تَصِلُ لأَكْثَر من 24% من أَطْفال العالَم، مِمّا عَزَّز حالة عَدَم المُساواة وعُمْق الفَجْوة التِّكْنُولُوجيّة والاجْتِماعيّةِ.
لاحَظ التَّقْرير تَفاوُتًا في الوُصُول لِخِدْمات التَّعْليم عن بُعْد بين الأَطْفال تَبَعًا للوَضْع المادّي لِذَويهِم لا سيَّما في الدُّوَل النّامية، فالأَهْل ذَوُو الدَّخْل المُتَوَسِّط الأَعْلَى وصَل 48% من أَطْفالِهِم لِخِدْمات التَّعْليم عن بُعْد، بينما وصَل 12% من أَطْفال طَبَقة الدَّخْل المُتَوَسِّط الأَدْنَى، فيما لَم يَصِل لَها إِلّا 6% من أَبْناء الطَّبَقة الفَقيرةِ.
فيما يَخُص الشَّباب فَإِن 267 مِلْيُون شاب من أَصْل 1,2 مِلْيار أَدَّت الجائِحة لِخُرُوجهم من سُوق العَمَل ومن تَوَقُّفِهِم عن التَّعَلُّم والتَّدْريب، وفي هذا المَجال يُلْحَظ تَراجُع في الاهْتِمام الحُكُومي، فَغالِبيّة الجُهُود الحُكُوميّة تَسْعَى للمُعالَجة الاقْتِصاديّة إِلّا أَن خَسارة مُحَقَّقة سَنَجِدُها في العُقُود القادِمة نَتيجة تَدَهْوُر واقِع الأَطْفال والشَّبابِ.
فيما يَخُص الاقْتِراحات المُتَعَلِّقة بتَخْفيف وطْأة الجائِحة على الأَطْفال واليافِعين اقْتَرَح التَّقْرير خُطَّة أَسْماها خُطّة النِّقاط السِّتّ، تَعْتَمِد على ضَمان حَقّ الأَطْفال في التَّعَلُّم وضَرُورة سَدّ الفَجْوة الرَّقْميّة، وتَضْمَن حُصُول الأَطْفال على اللَّقاحات ودَعْم حِماية الصِّحّة العَقْليّة للأَطْفال واليافِعينَ.
ورَكَّزَت الخُطّة أَيْضًا على ضَمان وُصُول الأَطْفال للمياه النَّظيفة وشَبَكات الصَّرْف الصِّحّي، والعَمَل على مُواجَهة التَّغَيُّرات المُناخيّة كَوْنَ الجائِحة خَفَّضَت مُسْتَوَى الاهْتِمام بِالقَضايا المُناخيّة، ودَعَت لِمُواجَهة فَقْر الأَطْفال وضَمان وُصُول بَرامِج الانْتِعاش الاقْتِصادي للجَميع، ودَعْم الأَهالي في مَناطِق النِّزاعات والصِّراعاتِ.