العودة المحتملة لتنظيم “داعش”… بين الاستثمار العربي – الغربي والمخاوف الروسية – الإيرانية
مع ازدياد وتيرة هجمات تنظيم “داعش” في البادية السورية؛ استقدم نظام الأسد تعزيزات كبيرة إلى بادية الرقة خلال اليومين الماضيين، بهدف إطلاق حملة عسكرية تقودها المليشيات الموالية لإيران و”الفرقة 25″ في جيش النظام، ضد تنظيم “داعش” بحسب ما أفادت به مصادر محلية.
ومن الواضح أن موسكو باتت تخشى من عودة تنظيم “داعش” إلى الساحة مجددا، لكون ذلك سيوفر ذريعة للولايات المتحدة لمزيد من التمدد في المنطقة، والضغط على روسيا، بحجة محاربة التنظيم، وهو ما يفسر الأخبار التي نقلتها مصادر محلية وأفادت بوصول رتل عسكري من مرتبات “الفرقة 25” التي يقودها العميد “سهيل الحسن” ـ المقرب من روسيا ـ إلى المنطقة للمشاركة بعمليات التمشيط، إضافة لكون القوات المشتركة بالعملية تم سحبها من ريف إدلب الجنوبي، وهو ما يدل على تراجع الأهمية الاستراتيجية لإدلب من وجهة نظر موسكو، وتزايد مخاوفها من أي عودة محتملة لتنظيم “داعش”.
من جهة أخرى؛ تسعى إيران لتأمين طرق إمدادها القادمة من العراق باتجاه سوريا ولبنان من استهدافات التنظيم المتكررة، وهو ما يفسر اشتراك المليشيات الإيرانية بالعملية العسكرية ضد التنظيم.
كما تخشى طهران من أن تمدد التنظيم في المنطقة سيوفر ذريعة لتحرك عسكري أردني ـ عربي في المطقة قد يفضي لإقامة “منطقة آمنة” أو “حزام أمني” بدعم غربي، يحاكي ما قامت به تركيا في الشمال السوري، مع الإشارة هنا لتصريحات العاهل الأردني لشبكة “CNBC” والتي قال فيها إن بلاده ستدعم “نسخة الشرق الأوسط من الناتو”، مع ربط هذه التصريحات بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المملكة الأردنية مؤخرًا واشتراك “المملكتين” المخاوف ذاتها بما يتعلق بالتمدد الإيراني.