بين ذكريات تحرير حلب عام 2012 وتحرير كابل
بين ذكريات تحرير حلب عام 2012 وتحرير كابل اليوم
لا يستطيع الإنسان عندما يشاهد اللحظات التي تمر بها أفغانستان اليوم إلا أن يستذكر مشاهد سابقة كنا معاينين لها عند تحرير حلب وحلب كمدينة مثل كابل في أفغانستان كعاصمة من حيث الأهمية من ناحية الانجاز العسكري مع وجود عدد من الفروقات
📍في بداية تحرير حلب فرحنا كثيرا بهذا الانتصار في الأيام الأولى وكانت القنوات الاخبارية تنقل اخبار تحرير حلب وطرد الشبيحة والأجهزة الأمنية من المخافر وتحرير المخافر في حلب
📍 ،ولكن بعد أيام من التحرير اصطدمنا في الواقع نحتاج رواتب للموظفين ونحتاج شهادات مصدق عليها لطلاب المدارس ونحتاج خدمات البلدية ونحتاج ماء وكهرباء لتشغيل الأفران ونحتاج قضاء نزيه ومستقل عن الفصائل وبنفس الوقت يحتاج دعم عسكري وقد كان التحدي كبيرا أننا نستطيع إدارة المناطق المحررة وكانت الصعوبات كبيرة جدا
📍وهذا الواقع وهذا التحدي لم ينتقل للإعلام كل ما ينقله الإعلام هو اخبار انتصارات وافراح
📍بالعودة إلى انتصار طالبان اليوم ودخولها كابل أمامها تحديات كبيرة لبناء أفغانستان خاصة أن أموال افغانستان ليست موجودة في أفغانستان وقد صرحت الإدارة الأمريكية بعدم الإفراج عن أموال افغانستان لطالبان وأجلت جميع الدول رعاياها في السفارات
📍الان انتقلت طالبان من مرحلة تحرير البلد إلى مرحلة بناء البلد ومرحلة بناء البلد اصعب بكثير من مرحلة التحرير وهذا ما كنا شاهدين عليه عند تحرير حلب .
📍في مرحلة البناء لا تعتقد أن يكون جميع الشعب مؤمن بقضيتك وفكرتك وكذلك ليس كل الشعب الأفغاني هو طالباني لكن في نفس الوقت يجب أن تتعامل مع الشعب بما انك أصبحت دولة معاملة الأب لأبنائه وهذا تحد كبير في استقطاب الكفاءات بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية .
و أمام التحديات الكبيرة التي شاهدناها في معركة البناء تمنى كثير من الثوار أن المعركة كانت مقتصرة على حرب العصابات بطريقة الكر والفر وطريقة التنسيقيات من مظاهرة لأخرى ولا يتحمل الثوار مسؤولية جميع الشعب
📍اليوم أمام طالبان تحد كبير وهو شعب كامل بمواجهة الصعوبات والتحديات والضغوطات الإقليمية والدولية التي ستواجهها وهذا ما ستبرهن عليه طالبان في الأيام القادمة هل ستنتصر وتقدم النموذج الأمثل الذي يحتذى به ام انها لا قدر الله ستفشل وستكون مضرب المثل للناس برفضهم (الأفغنة) كما كان في السابق