حوار صحفي مع الأستاذ رائد الصالح
خاص مركز مسارات
تاريخ 29/1/2021
وقد حاورت الصحفية رنا الحلبي ضيف مسارات الأستاذ رائد الصالح وشارك بالحوار عدد من الضيوف الذين قدموا أسئلتهم واستفساراتهم بشكل مباشر
في البداية أوضحت الصحفية رنا الحلبي عدد المخيمات في الشمال السوري وعدد ساكني الخيام من السوريين النازحين الذين تجاوز عددهم المليون نسمة بالإضافة لنسب عجر الاستجابة في قطاعات الرعاية والصحة والتعليم والغذاء والتدفئة بحسب إحصائيات منسقو الاستجابة في الشمال السوري وبدأ السؤال من هم المسؤولون عن هذا العجر.
بدأ الأستاذ رائد الصالح بالحديث عن الوضع المأساوي للمخيمات وأوضح بأن المسؤول الأول والرئيسي عن معاناة النازحين السوريين هو نظام الأسد والمحتل الروسي والإيراني الذي قصف المدن وهجر السوريين من بيوتهم كما أوضح أن الجهة الثانية التي تتحمل مسؤولية هذه المأساة هي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي فشل خلال 10 سنوات من حماية السوريين من إجرام الأسد والروس والإيرانيين .
كما يعتقد بأن المنظمات السورية وسلطات “الأمر الواقع” مسؤولة عن سوء الإدارة وإلا لماذا تتكرر نفس المشكلة ” طوفان المخيمات وتسرب مياه الشتاء لداخل الخيام” في كل سنة ؟
قال رائد الصالح لا يوجد جهة واحدة مسؤولة عن المخيمات لكن هناك العديد من المنظمات الإنسانية التي تعمل في الشمال السوري لكن لا يوجد بينها تنسيق وهذا من الأسباب التي تؤدي للمأساة كل عام
مشكلة المخيمات تبدأ من اختيار الأرض الغير مناسبة لبناء المخيم دون تخطيط ودراسة ودون وجود بنية تحتية ولا تخطيط وهذا ما حصل في معظم المخيمات، فعندما تقوم المؤسسة الإغاثية ببناء مخيم في مجرى وادٍ فإنه بكل تأكيد سيغرق المخيم في سيول الشتاء.
أفاد الأستاذ رائد الصالح بأن الدفاع المدني لا يقدم خدمات طويلة الأمد للمخيمات, الدفاع المدني يقدم خدمات طارئة في أي مكان يتم النداء للدفاع المدني، ودائما ما تكون المشكلة في سوء بناء البنية التحتية للمخيمات، وبالأصل المنطقة لا يوجد بها بنية تحتية لاستقبال هذه الملايين من السوريين
بالحديث عن مشاكل المخيمات أفاد الضيف بأن سياسة المانحين التي لا تريد توطين السوريين وبناء مدن على الحدود أدت أيضاً لهذه الكارثة، وللأسف كلفة استبدال الخيمة تقدر بـ 600$ بينما تكلفة إعمار غرفة لا تتجاوز 500$ ودائما ما نطالب المجتمع الدولي بتغيير هذه السياسة لتجنب الكوارث
وبالحديث عن المساعدات الإنسانية الدولية صرح رائد الصالح بأن 70% من المساعدات الأممية تذهب للنظام السوري ويتم سرقة معظمها من أجهزة الأمن والمخابرات
أفاد رائد الصالح بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا بإنشاء لجنة مختصة من جميع الأطراف العاملة في الملف الإنساني شمال سوريا ومن ثم تحديد كل المشاكل ووضع خطط استراتيجية وميزانية للعمل على نقل المخيمات العشوائية لأماكن مناسبة وإنشاء بنية تحتية للمخيمات في بداية شهر أيار القادم، وإلا فإننا سنشاهد المأساة تتكرر أيضاً في السنة القادمة وفي كل عام
صرح رائد الصالح لمركز مسارات بأن الدفاع المدني سيقوم بإنشاء إدارتين جديدتين للخوذ البيضاء في بعض المناطق التي تضم العدد الأكبر من المخيمات ليستطيع الدفاع المدني الاستجابة الطارئة بشكل أسرع وتقديم خدماته بشكل أفضل وجودة أعلى
في كلمته الأخيرة وجه رائد الصالح رسالة لأهالي المخيمات ” نحن مهما عملنا سنبقى مقصرين بحقكم، وكل ما نقدمه لا يساوي دمعة طفل من أطفالكم، نحن بحاجة لدعائكم لنستمر بعملنا، وأسأل الله أن يخفف عنكم المعاناة وأدعو الله أن يخلصنا من نظام الأسد وأن ننعم بسوريا حرة لكل السوريين” .
مسارات للحوار والتنمية السياسية