اتهمت بكين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتأجيج نزعة “التخنُّث”
اتهمت بكين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتأجيج نزعة “التخنُّث” التي انتشرت مؤخرًا في شخصيات العديد من المشاهير في الصين وآسيا عمومًا.
درست الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية -وهي واحدة من المؤسسات البحثية الرائدة في البلاد- صناعة الترفيه والإعلام في الصين، ولاحظت طلبها وبحثها المستمر عن الذكور المخنّثين وجهدها الحثيث لجعلهم مشاهير. وقد انتُقِد هذا النوع من المشاهير مِرارًا في وسائل الإعلام الحكومية التي وصفتهم بـِ “اللحم البِكر الطازج”.
يتهم التقرير الذي نشرته الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية المخابرات المركزية الأمريكية بأنها بدأت في تأسيس وتمويل ودعم حملات لـِ “غسل أدمغة” الرجال الآسيويين في اليابان في عام 1962م، من خلال تأسيسها لوكالة “جوني وشركاه لدعم المواهب”. ويجدر الذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت في ذلك الوقت قد خرجت لتوّها من معارك عنيفة مع اليابانيين شهدتها الحرب العالمية الأولى.
وادّعت الأكاديمية أن مؤسس الوكالة “جوني كيتاجاوا” كان “مُخلِصًا للأمريكيين، ولم يكن يحمل أي ولاءٍ لليابانيين”، وأنه تواطأ مع وكالة المخابرات المركزية لاستخدام “مجال الترفيه والإعلام لغسل أدمغة الشعب الياباني، ولإِضعاف النزعة الذكورية/ الرجولية في المجتمع.
ويقول التقرير: أنه منذ ذلك الحين، انتشر التخنث في أجزاء أخرى من شرق آسيا.
ولقد قارن الخبراء في بكين مجال الترفيه في الصين بمجال الترفيه في هوليوود، واكتشفوا أن الأول يَعُجُّ بالتخنُّث، بينما في الثاني معظم النجوم الذكور يكونون رجالًا أقوياء ولا تظهر عليهم أي نزعةٍ للتخنُّث.
ولقد أظهر التقرير أنه غالبًا ما يتم استيراد المشاهير في الصين من مجال الكيبوب K-pop في كوريا الجنوبية. وأن أسلوبهم قد أثّر بالسلب على جيلٍ من المعجبين الشباب في الصين؛ الذين جعلوا المشاهير بمثابة أصنامٍ لهم، واقتدوا بهم في الشكل من ناحية حلق شعر البدن والوجه خاصة، ووضع المراهم التي تجعل الوجه ومناطق اللحية أكثر نعومة.
ولقد أثار هذا غضب بكين، التي تربط القوة القومية بالقوة الذكورية. وفي مقال لـشيَاو شيان رو، في وكالة أنباء شينخوا، التي تديرها الدولة، انتقد الكاتب هذا التوجه ووصف هؤلاء المشاهير بـ “فتيانٌ مُخنثون” غير لائقين لمهمة “النهوض بأمتنا”.
في العام الماضي، انتقدت وكالة أنباء شينخوا الفنانين في المجموعة المعروفة بـ New F4، ووصفتهم بالـ Sissy’s، وهو مصطلح أمريكيٌّ يُستخدم في وصف الرجال المخنثين، وقالت وكالة الأنباء في مقالها إنّ هؤلاء المشاهير “ليسوا رجالًا، لكنهم ليسوا نساء كذلك”.
ولقد نشر كاتبُ عمودٍ صينيّ ينشط بالاسم المستعار Xinshiping مقالًا قال فيه عن هؤلاء المشاهير: “إنهم مخنّثون، ويضعون الماكياج، إن التأثير السلبي لهذه الثقافة، والضرر البالغ الذي سيحيق بشبابنا جرّاءها، لا يمكن تخيّله”.
وكإجراءٍ اعتمدته الصين لمواجهة هذه الثقافة المريضة، دعمت الحكومة أفلامًا مثل Wolf Warrior 2، الذي يُصوّر أبطالًا ذكورًا يتمتعون برجولة وقوة عسكرية، ولقد حوى الفيلم مشاهد قتالية وأسلحة وانفجارات ودبابات، وكان شعار الفيلم: “أي شخصٍ يسيءُ إلى الصين سوف يُقتل، مهما كان بعيدًا”.