إصدارات مساراتحوارات

مسارات تُجري حوارًا مع الأكاديمي اللبناني د. طارق مبيّض حول مستقبل العلاقات اللبنانية السورية في ضوء المتغيرات الإقليمية

إعداد: مصطفى الأبوحسنة

أجرى مركز مسارات للتفكير الاستراتيجي حوارًا خاصًا مع الدكتور طارق مبيّض، الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية وجامعة الجنان، تناول فيه انعكاسات التغيّرات في سوريا على الداخل اللبناني، ومستقبل العلاقات بين بيروت ودمشق في ظل التحولات الإقليمية والدولية الجارية.

يرى مبيّض أن طبيعة العلاقة بين لبنان وسوريا دخلت مرحلة جديدة، قد تفتح الباب أمام إعادة ضبطها ضمن إطار السيادة المتبادلة والمؤسسات الرسمية، بعيدًا عن النهج الذي ساد خلال مرحلة حكم البعث، وتحديدًا في زمن حافظ الأسد وابنه بشار، حيث خضعت العلاقة لمنطق الهيمنة والتدخل المباشر في الشأن اللبناني.

وأشار إلى أن تغيّر القيادة السياسية في لبنان، والتراجع الواضح لنفوذ القوى والأحزاب لبنانية المرتبطة بالنظام السوري السابق، إضافة إلى لعدم تدخل القيادة السورية الجديدة في الملفات اللبنانية، كلها عوامل تؤسس لتحوّل نوعي في شكل العلاقة المستقبلية بين البلدين.

وفي هذا السياق، تحدّث مبيّض عن احتمالية فتح ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية، وهو أمر لطالما عارضه النظام السوري السابق. وأضاف أن التداخل الجغرافي للثروات الغازية على الحدود بين البلدين قد يفرض تسويات واقعية قريبًا، مشيرًا إلى أن هذا الملف لم يُطرح بعد في الإعلام، لكنه مرشح ليكون بندًا متقدمًا على جدول الأعمال الثنائي مستقبلاً.

كما لفت إلى أن القيادة السورية الجديدة، ومنذ استلامها زمام السلطة، لم تُظهر أي نوايا لإعادة إنتاج أدوات نفوذ داخل لبنان كما كان الحال في العقود السابقة، ولم تمارس ضغوطًا مباشرة على الحكومة اللبنانية باستثناء بعض الملفات الأمنية المتصلة بعناصر فارّة من النظام السوري السابق.

ويرى مبيّض أن مستقبل العلاقة بين البلدين مرهون بعدة متغيرات، من أبرزها:

  • الاتجاه الذي ستتخذه إيران في المنطقة، سواء لناحية الانسحاب أو إعادة التفعيل.
  • سلوك إسرائيل الإقليمي، لا سيما في ظل العدوان على غزة والضربات المتكررة على الأراضي السورية، وهو ما يعيد طرح ملف الأمن القومي اللبناني السوري المشترك.
  • الوضع الداخلي في سوريا ولبنان، خصوصًا في ما يتعلق بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتأثيره المباشر على ملف النزوح السوري نحو لبنان.

واختتم الدكتور مبيّض حديثه بالتأكيد على أن مصلحة البلدين تقتضي بناء علاقة ندّية تقوم على احترام السيادة والتكامل الاقتصادي، مؤكدًا أن لبنان يحتاج إلى سوريا كبوابة إلى العمق العربي، فيما ترى دمشق في استقرار لبنان عاملًا استراتيجيًا لحماية حدودها الغربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى