عمان تحظر جماعة الإخوان المسلمين وتتهمها بتهديد الأمن القومي وزعزعة الاستقرار

عمان – مركز مسارات للتفكير الاستراتيجي
حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن: أبعاد القرار وتداعياته
في خطوة أمنية وسياسية بالغة الدلالة، أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية يوم الأربعاء تنفيذ قرار رسمي بحظر ما يُعرف بـ “جماعة الإخوان المسلمين المنحلة”، واعتبارها جمعية غير مشروعة. القرار الذي صدر خلال مؤتمر صحفي في مقر رئاسة الوزراء، جاء استنادًا إلى معطيات أمنية وتحقيقات قضائية كشفت عن نشاطات اعتبرتها السلطات تهديدًا مباشراً للأمن القومي الأردني.
وأوضح الفراية أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تمارس نشاطًا سريًا في الظل، وتورطت بمحاولات تهريب وثائق، وتصنيع متفجرات، وتخزين أسلحة داخل مناطق سكنية، بالإضافة إلى عمليات تجنيد وتدريب لعناصر داخل وخارج البلاد. وقد تم رصد محاولات منسقة من جانب عناصر قيادية داخل الجماعة للتستر على هذه النشاطات فور الكشف عنها.
ويشير الفراية إلى أن المخاطر الناجمة عن استمرار هذه الجماعة تتجاوز مجرد خرق القانون، إلى تهديد مباشر لحياة المواطنين ووحدة المجتمع الأردني، مؤكدًا أن الدولة الأردنية ستمضي قدمًا في مصادرة ممتلكات الجماعة المنحلة، ومنع جميع أشكال الترويج أو التنظيم أو الانتساب لها، تحت طائلة المساءلة القانونية.
كما شدد وزير الداخلية على أن القرار لا يستهدف العمل السياسي المنظم ضمن القانون، مشيرًا إلى أن الأردن سيظل يضمن حرية التعبير والتعددية السياسية وفق الأطر التشريعية المنظمة.
وقد باشرت الضابطة العدلية تفتيش عدد من المقار التي كانت تستخدمها الجماعة في عدة محافظات، تنفيذًا لقرارات قضائية وبتنسيق مباشر مع النيابة العامة، فيما تمّ التنبيه إلى منع وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني من التعامل مع الجماعة أو الترويج لأفكارها.
قراءة تحليلية أولية:
يمثل القرار الأردني نقطة تحوّل في العلاقة بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية المتعلقة بتراجع نفوذ الجماعة في أكثر من دولة عربية، وارتفاع منسوب التوتر بين التنظيمات العابرة للحدود والدول الوطنية. ويُظهر هذا التطور رغبة عمّان في قطع الطريق أمام أي تشكيل موازٍ قد يشكل تهديدًا محتملًا، سواء عبر العمل السياسي أو الأمني غير المشروع.
مركز مسارات للتفكير الاستراتيجي سيتابع انعكاسات هذا القرار على البيئة الحزبية والسياسية في الأردن، وعلى دينامية التنظيمات الإسلامية في الإقليم.