الاستبداد والركون المجتمعي عاملان للانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي: الشّدة المستنصرية مثالاً
قال تعالى: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” (الرعد: 11)، فهذه الآية الكريمة تُعرّفنا على كمال حكمة الله وعدله في تنظيم أمور الخلق ورحمته في محاسبة المخلوقين، فهو سبحانه وتعالى لا يُغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير، ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء، حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة وغيَّروا، غيَّر الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد والقحط والفقر والظلم وأمور أخرى (مجموع فتاوى ومقالات ابن باز، 9/297)، وقد وردَ المعنى ذاته في الآية الكريمة من سورة الأنفال: “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ” (الأنفال: 53)، وهذه المعاني القرآنية النافعة، سبيلنا لفهم السنن الرَّبانية وعلاقة السياسة بالمجتمع والاقتصاد ومقومات الحياة الإنسانية، وأسباب النهوض والتمكين، ومعرفة سنن الله في التغيير والتبدل على مستوى الدول والجماعات والأفراد، وأثر الاستبداد في تردّي الواقع المعيشي وشيوع الفقر وظاهرة التشرد والجوع وتفشي الأمراض والأوبئة والمجاعات والانحرافات الأخلاقية، ولا سيما عندما يكون هناك ركون وتبلد مجتمعي، وتقاعس وعجز عن النهوض في سبيل الخلاص من الظلم والاستبداد، وبالتالي بناء المجتمع الصالح والحكم العادل الرشيد.
لقراءة المزيد .. اضغط لتحميل الدراسة:
الاستبداد والركون المجتمعي عاملان للانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشّدة المستنصرية مثالاً