مقالات الرأي

سيناريو الاعمار الروسي على الطريقة الفيتنامية في سوريا وشروط نجاحه

نظّم مركز “مسارات” للحوار والتنمية السياسية ندوة تخصصية “بالاقتصاد السياسي” بعنوان:
“سيناريو الاعمار الروسي على الطريقة الفيتنامية في سوريا وشروط نجاحه”

وقد يسَرت اللقاء الاعلامية “ميديا حمدوش” مع المستشار والخبير الاقتصادي الدكتور “أسامة قاضي“. وعدد من المشاركين والأكاديميين.

بدأ الحوار بالتعريف على الدكتور أسامة قاضي، بصفته مستشار اقتصادي دولي، ورئيس المجموعة البحثية مجموعة عمل اقتصاد سوريا التي نشرت أكثر من ثلاثين تقرير اقتصادي معمق.
أيضا الدكتور أسامة قام بتدريس الاقتصاد في الجامعات الامريكية والاماراتية، وله العديد من المحاضرات والكتب والمقالات الاقتصادية بالاضافة إلى التواجد الإعلامي الكثيف في الاعلام العربي والدولي في الشأن الاقتصادي السوري والعربي والدولي.

بدأ الدكتور “قاضي” حديثه بالحديث عن سيناريوهات اعادة الاعمار المتوقعة بحسب الظروف الجيوسياسية الموجود حالياً في سوريا وهي:
السيناريو الأول:
سيناريو اعادة الإعمار بألمانيا الغربية وذلك إن بقيت مناطق النفوذ مقسمة بين تركيا وأمريكا مثال عن (المانيا الغربية) ومناطق النفوذ الروسي مثال عن(المانيا الشرقية) وتلك الرؤية قد تتحقق أو لا تتحقق.

السيناريو الاخر الذي طرحه الدكتور اسامة هو انتصار روسيا وانسحاب القوات الامريكية والتركية وتطبيق السيناريو الفيتنامي لإعادة الإعمار في سوريا.

اشار الدكتور “قاضي” ان الحرب التي قامت في فيتنام هي حرب بالوكالة بين شمال فيتنام (الاتحاد السوفيتي) وجنوبها (الولايات المتحدة)
حيث انتصرت قوات الشمال على الجنوب المدعومة أمريكيا ً بدعم من الإتحاد السوفيتي.

نوه الدكتور “اسامة” بأن فيتنام مساحتها ضعف مساحة سوريا بالاضافة إلى أنها تحتوي 54 مجموعة عرقية بأشكالهم المتفرقة، ويمتلكون أراضي زراعية بنسبة ٣٤ بالمية مشابهة للأراضي الزراعية في سوريا، حتى أن الحرب استمرت 19 سنة دمرت كل المدن الصناعية وغالب المدن والبلديات بالاضافة لكل محطات الطاقة الكهربائية، والموانئ، والجسور، وآلاف من الهكتارات الزراعية فهي كارثة حقيقة في فيتنام خلال حرب.

بقيت الحرب الفيتنامية 20 سنة أسفرت عن مقتل مليون ونصف عسكري ومدني، لكن الحرب انتهت وأُعيد توحيد فيتنام عام 1975، بقيت فيتنام معزولة تحت العقوبات تعيش على المساعدات التي يقدمها الاتحاد السوفيتي باقتصاد منهار منهك.

بدأ اقتصاد فيتنام بالنهوض بعد سقوط الاتحاد السوفيتي 1991 حيث بدؤوا بإدراة اقتصادهم، والانفتاح على العالم، حيث تضاعف نمو الاقتصاد واصبحت فيتنام الآن مقر للشركات وللاستثمارات العالمية حتى أصبحت تنافس الصين في الواقع الحالي.

وأضاف الدكتور “اسامة قاضي” أن سوريا ايضاً لا يمكن أن تنهض اقتصادياً في حال انتصرت روسيا والعقوبات العالمية تملئ سوريا فلا بد أن تتعلم روسيا من خطأ الاتحاد السوفيتي الذي كسب الحرب ولكنه خسر اقتصادياً، فلا بد من وضع نظام اقتصادي تبدأ بطي صفحة العقوبات العالمية على سوريا تستفيد منها روسيا اقتصادياً و وتنهض سوريا من الكارثة الانسانية والاقتصادية.

واكد الدكتور “أسامة قاضي” انه لا يمكن لروسيا ان تعتمد على نظام حكم عائلة الاسد والنهوض بالاقتصاد السوري بنفس الوقت، ولا يمكن لروسيا أن تقطف ثمرة اقتصادية كفيتنام مع الابقاء على النظام السوري الطائفي المثقل بالعقوبات الاقتصادية.

وختم الدكتور “قاضي” أنه يجب التصالح مع الدول للنهوض بالاقتصاد السوري حتى لو كان سيناريو اعادة الاعمار على التجربة الفيتنامية وأكد يجب نشر التوعية السياسية والتثقيف السياسي والاقتصادي للخروج من الازمة الاقتصادية التي تتعرض لها سورية.

شارك باللقاء عدد من الناشطين والأكاديميين وتم تخصيص وقت لسماح مداخلاتهم ومشاركاتهم والتي أجاب عليها الدكتور أسامة لتعميم ملخص وفائدة الندوة على الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: