نصر ماكرون نصر لأوروبا كلها في صراعها مع روسيا
كان من الطبيعي أن يجد فوز ايمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية ترحيباً حاراً في مختلف الأوساط الغربية، خصوصاً وأن هذه الانتخابات تأتي في وقت تخوض فيه أوروبا صراعاً استراتيجياً مع روسيا على الأراضي الأوكرانية، ولذلك كان احتمال فوز ماري لوبان زعيمة “أقصى اليمين” في الانتخابات الفرنسية يشكل تهديداً للتماسك الأوروبي وموقفه الموحد تجاه الحرب في أوكرانيا وخطة العمل المشترك التي كان الرئيس الفرنسي ماكرون يقودها.
وقد عرفت الشعبوية المتطرفة ” ماري لوبان ” بصداقتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حالها كحال معظم قادة اليمين في أوروبا كماتيو سالفيني في إيطاليا، وسانتياغو باسكال في إسبانيا، ولم تخف ماري لوبان ميولها نحو روسيا وذلك عندما أعلنت أثناء حملتها الانتخابية تأييدها لفرض عقوبات على روسيا باستثناء تلك المتعلقة بإمدادات النفط والغاز، علماً بأن الواردات الأساسية التي تستوردها فرنسا من روسيا هي واردات الطاقة التي دعت ماري لوبان لاستثنائها.
وكانت قناة الحرة العراقية قد نقلت عن المحلل السياسي من مجموعة أوراسيا مجتبى رحمن قوله أن رئاسة لوبان ستشكل أزمة وجودية للاتحاد الأوروبي والناتو في لحظة تاريخية حاسمة بشكل خاص، وأن من شأن انتصارها أن يقوض التحالف الغربي بشكل أساسي، وبالتالي لن يتمكن الاتحاد الأوروبي بعد الآن من تشكيل جبهة متماسكة ضد روسيا في أوكرانيا.