ماذا حدث داخل قصر الأسد بدمشق؟
مسارات 26 يناير
مقال رأي:
أكدت تسريبات نشرها موقع (كلنا شركاء) أن الأسد التقى باجتماع داخل قصره بدمشق الأحد الفائت مجموعة كبيرة من الإعلاميين والمذيعين ومدراء وسائل التواصل وبدأ رأس النظام حديثه مخاطباً مذيعي فضائياته عن دور الإعلام ودور الإعلاميين بالحرب على سورية وأضاف قائلاً
– انتهينا من الجهاد الأصغر وبدأنا بالجهاد الأكبر (الانتخابات القادمة) وكان الإعلاميون قادة بالحرب التي فاز بها ضد الإرهاب ،واكمل حديثه بحشدهم لإكمال الاستعداد الإعلامي لخوض الحرب الإعلامية القادمة، سارداً لهم أهمية الإعلام وانهم كانوا جزءاً من قادة المعركة الشريفة مستعيناً بهم لخوض معركته الانتخابية القادمة.
ثم عرض عليهم الاستعداد للمعركة الآتية والتحضير للجهاد الأكبر وطلب منهم إطلاق الحملات الإعلامية وإجراء المقابلات لدعم الانتخابات.
– مازال النظام مع تدهوره وتفككه وانهياره أمنياً واقتصادياً وانحلال مكوناته إلا أنه مازال يعتمد على الإعلام بمخاطبة الشارع ومخاطبة المجتمع الدولي بما فيه من منظمات محايدة ومؤسسات ومازال إلى الآن يطرح نظرية المؤامرة والحرب على الإرهاب وحماية الشعب
بينما مؤسسات الثورة السياسية (الائتلاف) مثلاً وباقي المكونات والأجسام بلا استثناء لا تملك حتى اليوم رؤية استراتيجية واضحة إلا تصوير لقطات لاجتماعات روتينية ليس لها قيمة إلا بالترويج لأعمال تلك المؤسسة أو تلك، بل لم تعد تملك أي تأثير على الشارع أو على الدول أو مخاطبة المجتمع الدولي عبر ماكينة إعلامية رسمية أو موازية أو مستقلة تتحدث باسم الثورة السورية مما يكلف تلك المؤسسات التكلف وعدم المهنية بمخاطبة الشارع والدول ووسائل الإعلام لاسيما مع عدم وجود أذرع إعلامية موازية الأمر الذي يحرج المؤسسات الرسمية بكثير من القضايا
وحتى الآن لا تملك معظم مؤسسات الثورة بما فيها السياسية والعسكرية والاجتماعية مؤسسة إعلامية ثورية تعمل لمواجهة النظام إعلامياً وتكذيبه واسقاط حملاته الإعلامية
ناهيك عن عدم امتلاك المؤسسات الرسمية الثورية أذرع موازية لمؤسساتها لنشر ما لا ينشر على الإعلام الرسمي، وهذا كان ومازال له الأثر السلبي لعدم مأسسة أي مؤسسة إعلامية مقربة من صناع القرار لصياغة الردود الإعلامية والرسائل المباشرة وغير المباشرة للمجتمع الدولي والمنظمات ناهيك عن الحشد لتكذيب ما يتم طرحه عبر وسائل إعلام النظام التي نجحت نسبياً حتى اليوم بإقناع شريحة محددة بالحرب (الشريفة) ضد الإرهاب ودعم محور المقاومة والممانعة.
أخيراً لا بد من تظافر الجهود مجدداً بمؤسسات الثورة الرسمية لتجميع وحشد وتنظيم ومأسسة جسم إعلامي ثوري يواجه الحرب الإعلامية المفتوحة والمدعومة من إيران وروسيا لتكذيب رواية النظام فالحرب الإعلامية قائمة لن تنتهي حتى إسقاط النظام بكل مكوناته ونيل حرية الشعب السوري.