الدراسات والبحوث

مخاوف “سعودية ـ أردنية” أمنية مشتركة قد تفتح الباب لدعم المعارضة السورية مجددًا

  • الحدث: زيارة ولي العهد السعودي للأردن ولقائه العاهل الأردني عبد الله الثاني.

  • التحليل: قبل أقل من شهر، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني، أن “الوجود الروسي في جنوب سوريا كان مصدراً للتهدئة”، مشيراً إلى أن “الفراغ الذي ستتركه روسيا هناك ستملؤه إيران ووكلاؤها” وأن بلاده “أمام تصعيد محتمل على حدودها مع سوريا”، وتلا ذلك عدة تصريحات لمسؤولين سياسيين وأمنيين أردنيين حذروا خلالها من التمدد الإيراني، على الحدود الشمالية للأردن، والذي بات يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي الأردني.

حيث لم يعد الهلال الشيعي الممتد من طهران إلى بيروت مرورا بالعراق وسوريا هو ما يؤرق المسؤولين الأردنيين، وإنما باتت هناك مخاوف أمنية جديدة من تشكل هلال شيعي جديد يمتد من لبنان إلى سوريا انتهاء بالأردن هدفه عزل إسرائيل عن العرب السنة، لأهداف جيو ـ استراتيجية إيرانية.

من جهة أخرى فإن السعودية، لازالت تعاني من التهديد الأمني على حدودها الجنوبية من قبل الحوثيين المدعومين إيرانيًا، وتتحضر لانهيار الهدنة الهشة بأي وقت، وتسعى خلال فترة التهدئة لبناء تحالف جديد من شئنه الضغط على إيران وكبحها، ولا شك أن أي تحالف من هذا النوع، سيكون الأردن جزءًا منه.

حيث تخشى الرياض من امتداد النفوذ الإيراني إلى الأردن وهو ما سيزيد من مخاوفها الأمنية في ظل الحدود المشتركة بين الأردن والسعودية، وسيجعل المملكة السعودية شبه محاصرة، من الجنوب حيث المليشيات الحوثية في اليمن، ومن الشمال الشرقي حيث المليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، ومن الشمال الغربي حيث تحاول إيران توسيع نفوذها في الأردن.

وبناء على تلك التهديدات المشتركة، نلحظ تركز البيان الختامي على إيران بالدرجة الأولى، مشيرًا لضرورة “دعم الجهود العربية لحث إيران على الالتزام بعدم التدخل في شؤون الدول العربية”، مفردًا فقرة خاصة لسياسة البلدين في الدول الخاضعة للنفوذ الإيراني، حيث تطرق البيان بشكل منفصل لكل من الملف السوري والعراقي واليمني واللبناني، ما يتيح القول إن اللقاء بين ولي العهد السعودي والعاهل الأردني كان لقاءًا أمنيًا بالدرجة الأولى.

بينما من المتوقع أن تكون اللجان الفنية ناقشت على هامش الاجتماع سبل وآليات مواجهة المد الإيراني بشكل أكثر تفصيلًا، مثل إعادة دعم فصائل المعارضة السورية، وإقامة منطقة آمنة قرب منطقة التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، وغيرها من السياسات التي من شأنها تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى