“مناورة الساعة الأخيرة” بين موسكو وواشنطن… قراءة في تصريحات “مظلوم عبدي”
أدلى القائد العام لميليشيا “قسد” مظلوم عبدي، الجمعة 15 تموز/ يوليو، عدة تصريحات حول المعركة التركية المرتقبة، وموقف قواته من العملية، والتواصلات الدائرة بين “قسد” من جهة، وكل من الولايات المتحدة وروسيا من جهة أخرى، ناقلًا معلومات استخباراتية عن تحركات تنظيم “داعش”، في محاولة للفت الانتباه واستخدام جميع الأوراق التي من شأنها عرقلة العملية.
ومن خلال تحليل مضمون تلك التصريحات يمكننا الوقوف على سلسلة من الملاحظات التي من شأنها قراءة ما تحمله تلك التصريحات والرسائل التي يريد عبدي إرسالها من خلالها:
-
بدا واضحًا من خلال تصريحات عبدي، أن الولايات المتحدة غير متفاعلة مع طلبات قسد بحماية المنطقة، وأنها لن تقدم تحالفها الاستراتيجي مع تركيا لصالح “قسد”، وأن هناك موافقة ضمنية من قبل واشنطن على المعركة التركية كما كان الحال في العمليات التركية السابقة، حيث أشار عبدي في لقاءاته مع قيادات التحالف مؤكدا أن موقف التحالف “لا يرقى لوقف هجمات الاحتلال التركي” بحسب وصفه.
-
يحاول عبدي استجداء الروس لعرقلة العملية التركية، عبر تقديم بعض التنازلات والتسهيلات لوجود القوات الروسية في المنطقة، والذي بدا من خلال تأكيده الالتزام باتفاقية عام 2019 وفتح الطرق أمام قوات “الحكومة السورية” للتمركز في المناطق الحدودية والاستمرار بتسهيل تسيير الدوريات الروسية ـ التركية في تلك المناطق، وتبدي تلك التصريحات حجم التخبط الذي تعانيه “قسد” مع كل تقارب/ تفاهم أمريكي ـ تركي، في حين تدرك موسكو أن تصريحات قسد لا تعدو كونها “مناورة الساعة الأخيرة” وأن المنطقة تعد منطقة نفوذ أمريكي خالصة، وربما تستفيد من تخبط قسد بتعزيز قواتها إلا أنها لن تضع نفسها في مواجهة مباشرة مع تركيا لصالح “قسد”.
-
من المتوقع أن نشهد نشاطًا ملحوظًا لتنظيم “داعش” خلال المرحلة القادمة، وتساهل في تعامل الميليشيات الانفصالية مع عمليات التنظيم، لمحاولة إظهار العملية التركية كمعرقل لتحركات “قسد” في مواجهة التنظيم، حيث حملت تصريحات عبدي تهديدًا مبطًا في إطلاق يد “داعش” مجددًا في المنطقة من خلال قوله إنه من الصعب على قواته “المحاربة على جبهتين ضد داعش وضد تركيا في نفس الوقت”، مشيرًا إلى وجود معلومات استخباراتية، تفيد بوجود استعدادات للتنظيم لشن عملية كبيرة تستهدف مخيم “الهول”.