الأسد يزور إيران للمرة الثانية منذ بداية الثورة .. دوافع الزيارة وأهدافها.
زار رئيس النظام السوري بشار الأسد إيران والتقى بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي اليوم في الثامن من مايو الجاري، وهي الزيارة الثانية لطهران منذ اندلاع الثورة السورية، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات عن سبب هذه الزيارة وتوقيتها.
فيما أفاد الباحث عمر الدغيم في مركز مسارات هذه الزيارة تأتي في خضم الحرب في أوكرانيا، وانشغال روسيا بالحرب عن الملف السوري،وهنالك فرضية أن تأتي هذه الزيارة بطلب إيراني بهدف سعي إيران لملء الفراغ الذي تركه فتور الدور الروسي في الخارطة السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وذلك لإعادة ترتيب أوراق التنسيق بين إيران والنظام السوري في الجانب العسكري والاقتصادي والسياسي.
لا سيما إذا علمنا أن اعتماد النظام السوري على حليفه الروسي أصبح أكبر من اعتماده على حليفه الإيراني، وذلك بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، فقد زار بشار الأسد روسيا أربع مرات خلال الثورة السورية في مقابل مرة واحدة زار فيها طهران حتى تاريخ 14/9/2021.
كذلك يرى الباحث الخطيب في مركز مسارات أن الجانب الاقتصادي كان الهدف الأساسي للزيارة، حيث تم التفاهم على عدة مسائل كدعم سوريا بالمشتقات النفطية، وتفعيل خط ائتماني إيراني في مصرف سوريا المركزي، وذلك في دلالة واضحة على استمرار دعم إيران الاقتصادي للنظام السوري لتجاوز محنته الاقتصادية.
وقد تكون الزيارة مرتبطة بتفعيل التعاون بين إدارة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي وبين النظام السوري، لوضع خطوط عامة تقوم عليها العلاقة بين إيران والنظام السوري في المرحلة المقبلة، ولتعويض الغياب الروسي في سوريا.