الدراسات والبحوثتحليلات

الضربات الإسرائيلية على إيران

قراءة تحليلية في الخلفيات والدوافع والتداعيات الإقليمية

١. خلفية الصراع – سياق إستراتيجي

تاريخياً، تعد إيران و”إسرائيل” خصمين منذ قيام الثورة الإسلامية 1979، حيث تطور الصراع بينهما من دعم جماعات مسلحة إلى تنفيذ عمليات تسلل وسيبرانية ومحاولات اغتيال تستهدف العلماء النوويين الإيرانيين (1).
تصاعد التوتر بعد استفادة إيران من انسحاب القوى الغربية من الاتفاق النووي 2018، ما دفع إسرائيل للتخطيط لضربات وقائية خطيرة تجنباً من تحوّل إيران لدولة نووية – وهو ما أكدته الاستخبارات الأميركية منذ فبراير 2025 (2).

في عام 2024، شنّت إسرائيل هجمات محدودة وأدخلت قاذفات B-2 بالقرب من الحدود لإظهار قدرتها الضاربة ، لكن الضربات الأخيرة في يونيو 2025 مثلت نقلة نوعية بتعاون استخباراتي مرحلي مع “الموساد”.


٢. تفاصيل الضربات (12–15 يونيو 2025)

 التوقيت والتسمية

نفذت إسرائيل سلسلة ضربات جوية عدة أيام تحت اسم “عملية الأسد الصاعد” (Rising Lion)، بدءًا من 13 يونيو 2025.

المنظومة العملياتية

  • شاركت أكثر من 200 طائرة (F‑35I، F‑15، F‑16)، محملة بأكثر من 330 قنبلة دقيقة (JDAM، SPICE) (3).

  • نفذ “الموساد” هجمات عبر قاعدة مسيرة سرّية داخل إيران، لتدمير أنظمة الدفاع الصاروخية الإيرانية وتمهيد الطريق للطائرات الجوية .

الأهداف المُستهدفة

  • منشآت نووية: نطنز، فوردو، محطة تخصيب طهران، مركز بحوث أصفهان (4).

  • أنظمة دفاع جوي متقدمة (مثل S-300) قرب المنشآت المدنية (5).

  • مواقع صاروخية باليستية: في (Tabriz، Kermanshah، Khondab، Khorramabad (6.

  • مراكز قيادة في فيلق القدس وضباط الجيش الإيراني، بما في ذلك قتل قادة بارزين لـ IRGC .

الخسائر والتداعيات

  • إيران أعلنت 224+ قتيل، 1,277+ جريح؛ مصادر حقوقية تشير إلى ما يعادل 1,005+ قتلى/جريحين (7).

  • إسرائيل سجلت إصابة 14–24 مدنياً في هجمات إيرانية مضادة، مع 8–14 قتلى .


٣. تحليل أمنـي

🔺 تطور في استراتيجية الحرب

  • انتقال واضح من ضربات معزولة إلى حملة جوية شاملة تشمل بنية تحتية مدنية واستراتيجية (8).

  • مهمة “الموساد” تميزت بخصوصها التقنية ودمجها مع القوات الجوية، وهي لأول مرة يُعترف بوجود قاعدة مسيرات إسرائيلية داخل إيران .

🔻 تأثير الأعطال الدفاعية الإيرانية

  • إصابة أنظمة الدفاع S-300 وS-200 استناداً لوول ستريت جورنال ونيويورك تايمز (9).

  • نجحت إسرائيل في تعطيل حوالي 30–33% من منظومات إطلاق الصواريخ الباليستية المعروفة خلال أيام .

💥 تخفيض حجم الرد الإيراني

  • إيران أطلقت نحو 350 صاروخاً وطائرة مسيرة، مع اعتراض 80–90% منها، وأدت إلى 24 قتيل مدني (10).

  • التشديد الدفاعي الإسرائيلي الفعّال قلّص من قدرة الرد الإيراني العميق .


٤. تداعيات إستراتيجية

 على جاهزية الردع المتبادل

  • عجز إيران عن منع اختراق دفاعها الجوي وأجهزتها الصاروخية يكشف عن ضعف تقني مقلق في البنية العسكرية.

  • إسرائيل أثبتت قدرتها على الهجوم بعيد المدى وتدمير بنى تحتية استراتيجية، مع تأثير نفسي داخلي في إيران .

 تمهيد لتغيير قواعد الاشتباك؟

  • الضربات دشنت مرحلة اشتباك مكشوف رغم الحذر من نزاع إقليمي شامل، وانعكاساتها تشمل انتشار القلق والتوتر عبر الخليج .


٥. الخلاصة

  • الضربات الإيرانية – الإسرائيلية في يونيو 2025 تمثل تحوّلاً ملحوظاً نحو حرب جوية هجومية كبيرة الحجم تعتمد على التنسيق الاستخباري والمباغتة.

  • رغم القصف الإيراني الانتقائي، فإن الردود الإسرائيلية الدقيقة والمستمرة تثبت تفوقها التكنولوجي والعسكري.

  • المشهد الآن مفتوح نحو تصعيد إقليمي متسارع أو العودة إلى الهدوء، وفق توجهات إيرانية واستراتيجية تقوده إسرائيل والداعمين الدوليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى