“سيناريوهات تحولات الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع”
تقدير الموقف:
الشأن الإفريقي
تشهد الأحداث الجارية في السودان منذ اشتعال المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تحولات ملحوظة في الصراع الداخلي والتوزيع السلطوي. هذا التصاعد في التوتر يشير إلى وجود خلافات عميقة تتجلى في تنافس الطرفين على السيطرة والنفوذ، وتعكس التحديات التي تواجه العملية الانتقالية في البلاد.
على الرغم من القوة المتزايدة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يبدو أن هناك توجهًا نحو تحقيق توازن في القوة بينهما. تسعى كل من الجيش وقوات الدعم السريع إلى ضمان مكانتها ودورها السياسي في مرحلة ما بعد التحول السياسي، مما يجعل السيناريوهات المختلفة ممكنة.
سيناريو الحسم العسكري يبدو مرجحًا، وقد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتجدد الصراعات المسلحة في مناطق مختلفة من السودان. وبالرغم من تفوق القوات السودانية في بعض الجوانب العسكرية، إلا أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة وتداعيات سلبية على الاستقرار الوطني.
سيناريو تجميد الوضع يشير إلى دور القوى الدولية في الضغط على الأطراف المتنازعة لوقف الاقتتال والبحث عن حلول سياسية. تعكف الرباعية الدولية على التوسط وتسهيل حوار سياسي بين الأطراف لتحقيق استقرار الوضع، مما قد يؤدي إلى هدنة مؤقتة قبل الشروع في مفاوضات دائمة.
سيناريو التوافق يعني أن الأطراف المتنازعة قد تصل إلى تسوية تتضمن توزيعًا متوازنًا للسلطة والنفوذ بين الجيش وقوات الدعم السريع. يمكن أن يتضمن هذا التسوية تكاملًا بين القوات العسكرية وتشكيل هياكل سياسية جديدة تعكس توازن القوى.
من المهم أن نلاحظ أن هذه التحولات والسيناريوهات المحتملة تؤثر على عملية التحول الانتقالي في السودان بشكل عام. تحتاج البلاد إلى استقرار أمني وسياسي لتحقيق التقدم نحو الديمقراطية والتنمية. تظل التحديات كبيرة وتتطلب توفير إرادة سياسية للتوصل إلى حلول مستدامة وتجنب تفاقم الصراع الداخلي.
لذلك، يبدو أن مستقبل السودان يعتمد على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى تفاهمات سياسية تحقق توازنًا وتجنب تصعيد الصراعات.