استئناف محادثات القاهرة: خطوة نحو خارطة طريق سياسية في ظل النزاع السوداني المتصاعد
في ظل تصاعد النزاع المسلح في السودان منذ أبريل 2023، يسعى عدد من السياسيين السودانيين لاستئناف محادثات سلام في العاصمة المصرية القاهرة، بهدف وضع ترتيبات سياسية تعقب النزاع المسلح وتساهم في استقرار البلاد. ويُتوقع أن تشهد هذه المحادثات مشاركة ممثلين عن الأطراف المختلفة للصراع السوداني، مع آمال عريضة لتحقيق وقف إطلاق النار وإيجاد حل سلمي.
ووفقًا للمصادر، قادت مجموعة من السياسيين السودانيين المستقلين، مثل نور الدين ساتي ومودوي إبراهيم آدم والشفيع خضر سعيد، جهودًا لتنظيم هذا اللقاء المرتقب كمتابعة لاجتماع يوليو الماضي في القاهرة. وقد شارك في تلك المحادثات قوى سياسية مدنية وعسكرية مؤثرة، منها حزب التقدم بقيادة رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك، الذي يُنظر إليه كطرف قريب من قوات الدعم السريع، وكذلك تحالف الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية ذات العلاقة بالقوات المسلحة السودانية. كما حضر ممثلون عن حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب المؤتمر الشعبي، وهو فصيل سياسي انشق عن حزب المؤتمر الوطني في 2018.
ورغم التحضيرات المستمرة لهذه المحادثات، أثار حضور جماعات مسلحة منضوية في تحالف الحرية والتغيير انتقادات واسعة؛ فيما يبدو أن الدعم المصري للمبادرة قد شهد تراجعًا، ما يضع تساؤلات حول إمكانية تحقيق تقدم ملموس في هذه الجهود. ويتوقع أن تركز المناقشات على رسم خارطة طريق وجدول زمني واضح لعملية سياسية شاملة، وذلك في حال تم التوصل إلى وقف إطلاق النار.
إلا أن التحديات لا تزال تلوح في الأفق، خاصة مع التصعيد الأخير الذي شهدته ولاية الجزيرة في أكتوبر الماضي، حيث أدى انضمام قائد الحرب أبو عاقلة ككل إلى القوات المسلحة السودانية إلى تجدد العنف، مما قلل من فرص التوصل إلى هدنة قريبة. تظل هذه الجهود فرصة مهمة لاختبار مدى رغبة الأطراف السودانية في إنهاء دوامة العنف، وتحقيق سلام مستدام يجنب المدنيين المزيد من المعاناة.