المسيّرات في سماء العراق: مؤشرات أمنية من حادثتين في صلاح الدين والأنبار

بغداد – مركز مسارات للتفكير الاستراتيجي
الساحة العراقية تطورات لافتة في مجال التهديدات غير التقليدية، لا سيما في ما يخص استخدام الطائرات المسيّرة، التي باتت أداة شائعة في أيدي جهات رسمية وغير رسمية. وقد سجّلت مصادر خاصة بمركز مسارات للتفكير الاستراتيجي مؤخرًا حادثتان منفصلتان تتعلقان بسقوط طائرتين مسيرتين في محافظتي صلاح الدين والأنبار، تكشفان عن تحولات في طبيعة التهديدات، وتطرحان تساؤلات حول البيئة الأمنية والقدرات التقنية المتوفرة لدى الفاعلين المحليين.
أولاً: سقوط طائرة مسيّرة قرب قاعدة بكر الجوية – محافظة صلاح الدين
أُفيد عن سقوط طائرة مسيّرة عراقية من طراز CH-4 (صينية الصنع) في محيط قاعدة بكر الجوية، دون أن تُصدر الجهات الرسمية توضيحات بشأن ظروف الحادثة أو أسبابها.
يأتي هذا التطور بالتزامن مع مؤشرات ميدانية على تصاعد حالة عدم الانضباط الأمني في المنطقة، لا سيما في قضاء دجيل، حيث تنشط جماعات مسلحة ذات طابع مذهبي تُصنّف ضمن الحشد الشعبي، لكنها ترفض الخضوع لقرارات الدمج ضمن المؤسسات النظامية.
الطبيعة الجغرافية الحساسة للموقع، ووجود منشآت عسكرية واستراتيجية قريبة، يجعل من هذا الحادث محور رصد وتحليل، خصوصًا مع تداول فرضيات غير مؤكدة بشأن إمكانية تعرض المسيّرة لتشويش إلكتروني أو تدخل تقني من داخل المنظومة الأمنية.
ثانيًا: إسقاط طائرة مسيّرة في محافظة الأنبار
أعلنت جهات أمنية محلية عن إسقاط طائرة مسيّرة غرب البلاد، وتحديدًا في محافظة الأنبار، مشيرة إلى أنها تابعة لتنظيم “داعش”.
غير أن الصور الفنية الأولية المتداولة للطائرة أظهرت مستوى تقنيًا متقدمًا في تصنيعها، لا يتوافق مع الإمكانيات المعروفة لتنظيم داعش، ما يدفع نحو تساؤلات حول مصدرها الحقيقي، وإمكانية أن تكون جزءًا من منظومة تسليحية عابرة للحدود.
مصادر ميدانية خاصة لمركز مسارات لفتت إلى احتمال ارتباط المسيّرة بجماعات مسلحة معارضة للنظام العراقي، إلا أن الرواية الرسمية تمسّكت بنسبها إلى “داعش”. وقد انفجرت الطائرة أثناء محاولة تفكيكها، ما يرجّح وجود آلية تفخيخ داخلي ضمن هيكلها.
ختامًا:
تعكس الحادثتان تنامي الدور العملياتي للمسيّرات في المشهد الأمني العراقي، في بيئة تتسم بتعدد الفاعلين، واختلاط الأدوار بين القوات النظامية والجماعات المسلحة.
ويُشار إلى أن المعلومات الواردة في هذا التقرير تستند إلى مصادر ميدانية من داخل محافظتي صلاح الدين والأنبار، وتبقى المعطيات المرتبطة بنوع المسيّرات وظروف استخدامها أولية، بانتظار المزيد من التحقق والمتابعة خلال الساعات والأيام المقبلة.
يُرفق هذا التقرير بصورتين:

