هل يمكن للمعارضة السياسية المضي بذات الأدوات والإستراتيجيات بعد عقد من الزمن؟
عشر سنوات ومازالت الثورة السورية مستمرة إلا أن الاهتمام الدولي بإنهاء الملف السوري بالتسوية السياسية كان متغيراً متبدلاً،
واليوم يعود الملف السوري للواجهة فهل نشهد تغيرات جديدة تطرأ على الملف السوري من جديد؟
وماهوا تأثير المعارضة السياسية السورية الحقيقي على الملف السوري في ظل تشتت وخلاف وعدم وضوح رؤية المعارضة السياسية؟
الأمر الذي أدى بتراجع ثقة المجتمع الدولي بالملف السوري وهز ثقة الشارع السوري
واليوم وفي ظل مرور ذكرى الثورة السورية العظيمة مازال السوريون يهتفون للحرية وإسقاط النظام، ويعيدون الأمل بإعادة تمثيل حقيقي وفاعل لثورتهم بالملف السياسي وأمام المجتمع الدولي فهل تعيد المعارضة السياسية تقييم لعملها السابق وتتجاوز ما وقعت به من كوارث سياسية لإدارة ناضجة لتمثيل مطالب الشعب السوري في ذكرى ثورتهم العاشرة؟
_هذا ما صرح به الدكتور والأكاديمي السوري “عبد الرحمن الحاج” لمسارات حول رؤيته بأداء عمل المعارضة السورية وكيفية إعادة الملف السوري للواجهة الدولية
بعد عشر سنوات وصلت المعارضة لمرحلة لا تُحسد عليها من عدة جهات أبرزها عدم وجود صلة للمعارضة بالمجتمع وفاقدة للامتداد الإجتماعي بسبب تكوينها والطموحات والصراعات البينية بين الأفراد وعدم قدرتهم على ملامسة مشاعر الناس وحاجاتهم والتواصل معهم وكان ذلك معدوماً وبالتالي أدى للشعور بأن المعارضة السياسية قد فُرضت على الشعب السوري
كذلك وبسبب عوامل متعددة تم تقذيم وتَفتيت المعارضة السياسية لمعارضات وأجسام مع بقاء جسمين رئيسين هما
“الائتلاف وهيئة التفاوض السورية”
لكن بالعموم وفي ظروف معينة تم إخراج أجسام متعددة كمنصة موسكو والقاهرة وتم تفتيت دور المعارضة الرئيسية وأُضْعفَ دَورها
وقد أدى التفتيت لغياب دور استقلال تلك الأجسام السياسية المعارضة
وهذا عنصر خطير جداً وهو غياب الإستقلال وفقدانه بشكل تام وفرض عدد من الإجراءات الدولية والتدخلات الخارجية التي أدت لطرد بعض الشخصيات الوطنية والقريبة من الشارع السوري وأصبحت تلك الشخصيات خارج صفوف المعارضة، الأمر الذي أدى لعدم وجود توفر جذور إجتماعية بين المعارضة والشعب السوري
المعارضة اليوم في وضع معقد وعليها ترميم الجذور ومد يدها للشعب والدخول لحياتهم ومشاكلهم وعدم ممارسة نفس طريقة البعث بقص شريط واحتفالية دون مشاركة حياة الناس ومشاكلهم وعدم الاحتفالية الشكلية بافتتاح مشفى أو وضع نصب تذكاري وهذه ممارسات بعثية مستوردة من النظام
كذلك تحتاج المعارضة لتوحيد صفوفها وإعادة هيكلة نفسها وتعزيز دورها بالمجتمع السوري وذلك يتطلب إعادة هيكلة وتمثيل والحفاظ على مسافة مع الدول أما اندماج كامل مع بعض الدول يؤدي لفقد التأثير على الأرض ويصبح أدائها لمصالح دول أخرى على حساب المصالح الوطنية وهذه هي وظيفة المعارضة وينبغي أن تمارسه دون الانسياق وراء الدول
ومع ذلك ينبغي أن لا نحمل المعارضة أكثر مما يجب ،مع عدم الانجراف للضغوط والليونة بالانسياق لأي قرار دولي لأن القبول بالتنازلات أدى لتمييع القرار السياسي السوري
السؤال الثاني كيف يمكن إعادة الملف السوري للواجهة الدولية مجدداً؟
حسب الدكتور “عبد الرحمن الحاج”
يحتاج ذلك عمل دؤوب مع كل الدول ويفترض للمعارضة خطة بذلك
كذلك على الجاليات السورية بمختلف أنحاء العالم التحرك فهي التي وصلت لقانون قيصر وقد أظهرت تلك الجاليات قدرتها على الوصول لصناع القرار
وينبغي على الجاليات الوصول لصناع القرار ودفع الملف السوري للواجهة
وينبغي أن يكون هنالك عمل على الأرض مع المعوقات الموجودة ومحاولة منع بعض الأطراف ذلك إلا أن تنظيم المجتمع ومحاولة حوكمة رشيدة للمحرر يؤدي لضعف دور الجماعات الجهادية أمام المجتمع الدولي ويساهم بإعادة الملف السوري للواجهة بشكل جيد
_كذلك الملف القضائي الدولي لابد من دعم النشطاء الحقوقيين بأوروبا لملاحقة مجرمي النظام قضائياً والعمل على دعم هذا المسار ودفع الملف سياسياً وطرح حلول وبدائل لمواجهة الوضع في سوريا.
أخيراً أما بالنسبة لإعادة الملف السوري للواجهة مع الدول العربية:
معظم الدول العربية خاضعة للمسار الأمريكي بإستثناء العراق ولبنان والموقف الأمريكي هو الضابط نحو أي انجراف مع إعادة العلاقة العربية مع النظام فأي محاولة إعادة علاقة جديدة بين الدول العربية والثورة السورية يصب في منع التطبيع مع الأسد.