الإمارات والحرب على الربيع العربي.. هل تنجو بفعلتها؟
دأبت السياسة الخارجية لدولة الإمارات منذ بداية الربيع العربي في ٢٠١١ على مساندة النظم السلطوية وتقديم الدعم بمختلف أشكاله وأنواعه لأطراف لم تأت بها الخيارات الديمقراطية، حتى اعتبرت مساندة الانقلابات العسكرية والأطراف الخارجة عن المسار الديمقراطي والمعادية له خطًا ناظمًا لتلك السياسة
المجرم الأسد يزور الإمارات العربية المتحدة، في حادثة هي الأولى من نوعها منذ بدء الثورة السورية،
ويأتي ذلك في سياق السعي الإماراتي لتعويم نظام الأسد على الصعيدين العربي والدولي ضاربة عرض الحائط الالتزامات بالقوانين الدولية والأمريكية التي فرضت عقوبات (قيصر) التي تمنع محاولات تعويم النظام والتطبيع معه.
فيما رأى الباحث في مركز مسارات سليم شاهين أن استقبال رأس النظام المجرم في دبي غباء سياسي ومراهنة على ورقة ساقطة أخلاقيا وسياسيا لمجرد كسب موقف روسيا واصطفاف مجاني مع محور إيران
واستنكر السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي استقبال الإمارات للمجرم “الأسد”،
خصوصا أن الزيارة جاءت بالتزامن مع الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية، واعتبروا ذلك استخفافا بدماء المدنيين السوريين الذين ثاروا ضد الظلم والطغيان.
وذكرت وكالة النظام “سانا” فإن “بن راشد” رحب خلال اللقاء بزيارة المجرم الأسد والوفد المرافق، والتي تأتي في “إطار العلاقات الأخوية بين البلدين”،
وأضافت الوكالة أن اللقاء “تناول مجمل العلاقات بين البلدين وآفاق توسيع دائرة التعاون الثنائي لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري، بما يرقى إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين”.
والجدير بالذكر أن محاولات دولة الإمارات لتعويم نظام الأسد يقابلها رفض “سعودي – قطري”،
حيث كان المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير “عبد الله المعلمي”، ألقى كلمة أواخر العام الماضي، وعرّى فيها نظام الأسد وميليشياته الإجرامية.
وأردف المعلمي: “لا تصدقوهم إن وقف زعيمهم فوق هرم من جماجم الأبرياء مدعياً النصر العظيم. فكيف يمكن لنصر أن يعلن بين أشلاء الأبرياء وأنقاض المساكن؟ وأي نصر هذا الذي يكون لقائد على رفات شعبه ومواطنيه؟”
فيما أعلن وزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحن آل ثاني” أنّ بلاده لا ترى أيّ داعٍ لإعادة العلاقات مع نظام الأسد, لاسيما أنّ الأسد مستمر بارتكاب جرائم في حق شعبه.
وأكّد آل ثاني مسبقاً على أنّ قطر لا تعترف بنتائج انتخابات نظام الأسد، مردفاً أنّ بلاده لا ترى أيّ أفق سياسي يرتضيه الشعب السوري حتّى الآن.