الملك الأردني يحذر من إيران ويستنفر قواته على الحدود مع سوريا
الملك الأردني الملك عبد الله الثاني يلوح بتصعيد عسكري على الحدود مع سوريا، على أثر تخوفه من حلول إيران وميليشياتها على مقربة من بلاده بعد الفراغ المتوقع الذي ستتركه روسيا في المنطقة على وقع انشغالها في حربها مع أوكرانيا.
وقد حذرمن تراجع الوجود الروسي في جنوب سوريا، والذي كان يشكل مصدراً للتهدئة، مضيفاً، “هذا الفراغ سيملأه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا”.
ويشكل الفراغ الذي سيتركه الروس في جنوب سوريا وتحديداً درعا التي تعد خاصرة الأردن الرخوة قلقاً مضاعفاً لعمان، حيث يخوض الأردن منذ سنوات معارك شرسة مع مهربي المخدرات والمتسللين، لكن القلق الأبرز هو أن يحل الإيرانيون والميليشيات المرتبطة بهم إضافة لـ”حزب الله” في هذه المنطقة لملء الفراغ الذي سيتركه الروس، ويبدو أن لدى الأردنيين معطيات على الأرض تدعم هذه المخاوف، بينما تتحدث تقارير صحافية منسوبة للمعارضة السورية، عن قيام الإيرانيين بشراء وتملك عقارات في درعا التي تبعد عن عمان ثلاث ساعات فقط وتلاصق مدينة الرمثا الأردنية، وتمتد الحدود السورية الأردنية على طول 375 كيلومتراً
. ومنذ إعادة فتح معبر “نصيب – جابر” الحدودي مع سوريا في 2021، أحبطت السلطات الأردنية العديد من عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن، وزادت على 361 عملية تهريب وتسلل عبر الحدود البرية الأردنية خلال العام الماضي، كان أخطرها قبل أسابيع حينما تم الكشف لأول مرة عن محاولة لتهريب المخدرات جرت عبر طائرات مسيرة.
وكانت عمان أرسلت تحذيرات شديدة اللهجة إلى دمشق لضبط ووقف العمليات المنظمة والمدعومة منذ سنوات. وقالت إن قوات غير منضبطة من جيش النظام السوري تتعاون مع مهربي المخدرات، كما أطلقت السلطات الأردنية تصريحات شديدة اللهجة لدمشق بضرورة العمل على وقف تهريب المخدرات، بالتزامن مع تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية يصف الأسد بزعيم “الكبتاغون” في المنطقة.
وجسدت عمان غضبها حينها بالإعلان عن قتل 27 مهرباً من الأراضي السورية دفعة واحدة، مشيرة إلى أنها ستتصدى بعنف للمهربين بعد تغيير قواعد الاشتباك بالمنطقة الحدودية.