خارطة القوى شمال شرق سورية .. ماذا يحدث شرق الفرات؟
نظَم مركز مسارات للحوار والتنمية السياسية حول واقع القوى المؤثرة في المشهد السوري في مناطق شمال شرق سورية، وحقيقة مشروع قسد وعلاقة قسد مع باقي القوى وأجرى حوار مطولاَ مع الأستاذ “مهند الكاطع” وهو باحث بالتاريخ الاجتماعي والسياسي السوري وبمشاركة العديد من الشخصيات المؤثرة والأكاديمية.
بدأت الحوار “نادين طه” زميلة في مركز مسارات حول ماذا يحدث شرق الفرات الأن، وما هو وضع الاشتباكات في القامشلي بين قوات النظام وقسد؟
حيث أفاد الأستاذ “مهند الكاطع” متحدثاً عن الوضع بشرق الفرات بالتالي:
(مناطق شمال شرق سورية ) تضم شرق الفرات ثلاث محافظات الرقة – دير الزور – الحسكة تشكل هذه المناطق 41% من مساحة سورية وتضمن أجزاء من محافظة حلب ،هذه المنطقة تقع يقع القسم الأكبر منها تحت سيطرة قوات قسد وأيضا هناك منطقة البوكمال تحت سيطرة القوات الإيرانية المتحالفة مع النظام وهناك منطقة نبع السلام الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة ( الجيش الحر ) عند التكلم على سورية بشكل عام نجد أن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة هي 11% فقط الواقعة تحت سيطرة النظام هي 63,5% تقريبا وباقي المناطق تقريبا والمناطق تحت سيطرة قوات قسد 25,5%
عند التكلم عن الوضع هناك مناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر أو الوطني في منطقة نبع السلام وهناك على حدود نبع السلام مناطق يسيطر عليها النظام والروس بالاتفاق مع قسد
قوات قسد ( حزب العمال الكردستاني ) حليفة مع النظام وهي عبارة عن قوات ليس سورية بالكامل وليست ديمقراطية وهو مشروع بالكامل لحزب العمال الكردستاني وهو بالأساس حزب تركي وله علاقات مع النظام من نهاية سنة 1978الى سنة 1998 لان النظام السوري في عهد حافظ الأسد احتضن هذه الميليشيات وقام بتدريبها وأنشأ معسكرات لها في البقاع بداية ثم انتقل لمحيط دمشق، وتم تجنيد وتدريب هذه القوات وارسالهم الى محاربة تركيا، طبيعة العلاقة هناك ارتباط عضوي بين النظام وقوات حزب العمال الكردستاني يعود الي بداية الثمانينات وهذا الحزب عقد اول وثاني وثالث ورابع مؤتمر له في سوريا وكان “عبد الله اروجالان” يحظى بكل التسهيلات بعد 1998 وتم إنشاء حزب أخر تحت رعاية المخابرات السورية مع صالح مسلم 2003 ، اراد صالح تغيير من سياسته فقام بتأسيس فرع من حزب العمال في كل من العراق وتركيا وسورية
بداية الثورة السورية تم مراسلات من حزب العمال مع النظام السوري والتعاون فيما بينهم ونشأ بداية التنظيم العسكري ل حزب العمال الكردستاني وأنشأ قوات حماية الشعب التي هي بالأساس كانت مهمتها قمع الثورة والثوار وفي عام 2012 منعت هذه القوات أي مظاهرات قام بها الكرد مع الثورة السورية واعتقال رؤساء التنسيقيات
كما قاموا في ركوب الموجة والقيام بمظاهرات في أوقات وايام مختلفة للثورة وشعارات مختلفة ضد الثورة ومنع رفع علم الثورة السوري ومنع الانتساب للمعارضة السورية والاتفاق ضد الأسد وذلك حتى 2013 والسيطرة على قرى وارتكاب العديد من المجازر بحق الشعب السوري حيث هم مع النظام حتى الأن .
وأما بالحديث عن مشاركات الضيوف والرد على استفساراتهم فقد شارك كل من الدكتور أسامة القاضي خبير اقتصادي، والصحفي محمد المصري، والأستاذ محمود العمادي رئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة والأستاذ الصحفي أحمد كامل وكانت بعض الاستفسارات على الشكل التالي:
سؤال: ما هو الفرق بين قوات قسد في دير الزور وقوات قسد في القامشلي والحسكة من حيث البنية؟
حيث أجاب الأستاذ “مهند الكاطع” انه لا يوجد أي فرق وأما بعض المجندين العرب تجندوا من اجل الوضع الاقتصادي ولتحمل الأعباء المعيشية وحماية أنفسهم ولا يوجد قيادين عرب من المحافظات السورية وبيدهم أي قرار وحتى من حيث المشاركة ولا يوجد اختلاف في البنية ابداً
سؤال: ما وضع التدخل الروسي وتسليح بعض الفصائل والعشائر العرب بالمنطقة؟
حيث أجاب الاستاذ “مهند الكاطع” غير صحيح ابداً ولا يوجد أي أحد يقوم بدعم فصائل للعرب وهذا الامر عبارة عن مسرحية ولكن الروس قاموا بلقاء مع بعض المشايخ من عشائر وغير ذلك ولم يكن هناك أي اتفاقيات لتأسيس فصائل عربية بالمنطقة
سؤال: ما أهمية الدور الإيراني وتأثيره ثقافياَ وعسكرياً شرق الفرات؟
حيث أجاب الأستاذ مهند الكاطع أن الدور الإيراني ليس جديد منذ أوقات حافظ الأسد الذي قام بدعم إيران ضد شعب عربي ومدهم بالأسلحة والغذاء كما أن الدور الإيراني تفاقم في حقبة بشار الأسد وتصدير للثورة الايرانية في سورية كما حاول استقطاب للناس بعدة أساليب وطرق وإيران مثل أي قوة موجودة هناك ميلشيات معهم وتم بتمويلهم
وأما بمداخلة الأستاذ محمود العمادي رئيس الهيئة السياسية في محافظة الحسكة
فقد تحدث عن حاجة النظام لقسد وذلك لتزويده بالنفط وموضوع أنه هناك قتال بين النظام وقسد غير صحيح حيث قسد تحمي المربعات الأمنية وهو يدير الكثير من المؤسسات لديهم وضحى بالدفاع الوطني مقابل ارضاء قسد وعدم انهاء علاقته بها.
سؤال: ما هو أثر الإدارة الامريكية الجديد على قسد وما هو السيناريو المتوقع ل قسد وخاصة بسيطرتها على موارد النفط وهل ستتغير الخارطة السورية في ظل الإدارة الامريكية الجديدة؟
حيث أجاب الأستاذ مهند الكاطع لا اعتقد أنه هناك تغيير في الفترة الحالية حيث أنه لا يوجد مخطط وارد حالياً بالتخلي عن قسد لكن الإدارة الامريكية متى ما توصلت ل اتفاقات حتى خارج الخارطة السورية في ملفات أخرى ستقوم بالتخلي عنهم حيث أن قسد مشروع أجنبي ليس له استمرار لكن الموضوع في التخلي ممكن أن يكون جزئي وتدريجياً وممكن أن تقوم أمريكا بالانسحاب،
اليوم قسد تعيش مرحلة الانتعاش ولا يوجد تغيير في الإدارة الامريكية وهذا لا يؤثر على السياسة الخارجية الامريكية وعلاقاتها حيث ستفعل ما يخدم سياساتها فقد اكدت الولايات المتحدة الامريكية في بداية دعم قسد انها تتعاون معهم لمحاربة تنظيم داعش فقط ولا يوجد تبني لمشروع قسد والإدارة الذاتية وعدم التسويق لأي مشروع او دولة كردية في سورية وحتى في ظل الإدارة الجديدة
بالنسبة لسيناريو مستقبل قسد جميع أطراف المعارضة السورية تعرف أن قسد مشروع أجنبي لا يمكن التعاون معه والسوريون يتفاوضون معهم لأقامه مشروع وطني ولكن بصيغة قسد الحالية لا يمكن التعاون معها
وأما مداخلة الصحفي أحمد الكامل حيث أكد على خطر قسد ووصفها أنها تعد بنفس خطورة النظام وأكثر خطورة منه لأن المناطق التي يسيطر عليها النظام ممكن استعادتها مباشرة بعد سقوط النظام أما مناطق التي تسيطر عليها قسد هناك صعوبة كبيرة من إمكانية استعادتها، كذلك أكد على حماية شمال شرق سورية للحفاظ على أهم الموارد من النفط والغاز وعلى الجميع التصدي لهذا المشروع الخطير المسمى قسد
وأكد الأستاذ مهند الكاطع أن التعاون مع هذا المشروع لا يعني دعم الاكراد لأن اغلب الاكراد هم ضد هذا المشروع بالرغم من امتلاك قسد على الأرض من سلاح وغيرها الا أنها عبارة عن مشروع كردستاني وهناك خلاف على الأرض وتقسيم المناطق بينهم
سؤال: هل هناك إمكانية لتوحيد المناطق المعارضة والمناطق التي تقع تحت سيطرة قوات قسد؟
حيث أجاب الأستاذ مهند الكاطع هذا امر مستحيل لأن قسد تعد مشروع استيطان ومشروع حارب الثورة يعتقل ويقتل ويغتال كل من له علاقة بالثورة وبالتالي لا يمكن توحيد هذه المناطق لخلق واقع جديد ومحاربة النظام لأنه لا يمكن لقسد أن تقوم ضد النظام ومحاربته وتكون في صف الثورة والمعارضة ولصالح الثورة.
رابط الندوة على يوتيوب: