تابعت لقاء تلفزيوني على قناة الاورينت تتحدث فيه عن المناطق المحررة في الشمال السوري وتصور الوضع فيها بأنه دمار وأنها منطقة لا يمكن العيش بها مطلقا وتطلق الأحكام وتعمم في الفساد من دون تخصيص لجهة معينة أو أفراد معينين وفي الحقيقة هذا من التضليل الإعلامي الذي مارسته قناة اورينت بالنسبة للمشاهدين
جميعنا لا ينكر وجود تجاوزات وعناصر مسيئة في المناطق المحررة لكن ان نصور أن المناطق المحررة تحولت إلى مناطق ليست قابلة للعيش فهذا من التضليل الإعلامي الذي يمارس على المتابعين والمشاهدين وسأسجل بعض النقاط في هذا الموضوع
اولا- الحركة العلمية التي تشهدها المناطق المحررة من حيث عدد الجامعات والمراكز العلمية لم تشهدها سوريا من قبل رغم وجود المعوقات والصعوبات العديدة وأكاد أجزم أن الحركة العلمية هي الأفضل مقارنة بباقي المناطق السورية
ثانيا حرية الإعلام والصحافة المنطقة التي تشهد حرية إعلام ورأي وصحافة هي المناطق المحررة ونسمع الانتقادات الكثيرة لقيادات الفصائل داخل المناطق المحررة والانتقادات للمؤسسات والادارات من داخل هذه المناطق
ثالثا لا نعتبر أن هذه المنطقة هي منطقة نموذجية يحتذى بها بل جميعنا يدرك الصعوبات التي تمر بها المنطقة من الناحية المادية والمعيشية والاقتصادية والأمنية لكن عملية الإصلاح تحتاج تكاثف الجهود من المخلصين والأوفياء من أبناء الوطن وهذا الإصلاح يحتاج إلى عمل دؤوب ومستمر بالرغم من إدراكنا أنه لا أحد يريد أن تنجح هذه المناطق وأن تقدم نموذجا يحتذى في الاداره بل يريدونها منطقة فاشلة إداريا واقتصاديا وبشريا وهذا ما يخدم النظام واجندته حتى يثبت أنه الوحيد القادر على إدارة وقيادة البلد
رابعا واخيرا جميعنا يعلم بوجود فساد بين عناصر الجيش الوطني وهذا الفساد لا ينتهي في أي مؤسسة لكن بالمقابل يجب ألا ننكر وجود مصلحين في هذا الجيش الوطني الذين يعملون على محاولات إصلاح عديدة ويعيشون على رواتب ومكافآت ضئيلة وقد يستمرون خمسين يوما ولا يقبضون رواتبهم وللعلم بأن راتب الخمسين يوما لعنصر من عناصر الجيش الوطني لا يعادل مكافأة محلل في مقابلة واحدة في قناة من القنوات المحلية كالأورينت
فالإنصاف الإنصاف أيتها المؤسسات الإعلامية جميعنا ضد الفساد ومع محاسبة المسؤولين عن الفساد سواء كان في مؤسسة الجيش او المؤسسات السياسية والقضائية والتعليمية ولكن تصوير الجيش الوطني على أنه مجموعة من اللصوص والمرتزقة والعصابات كما ورد في تقرير الحلقة فهذا لصالح من ؟
