إصدارات مسارات

استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار إدخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا… الدوافع والخيارات


استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار إدخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا… الدوافع والخيارات

استخدمت روسيا، اليوم الجمعة 8 تموز/ يوليو، حق النقض (الفيتو)، وذلك خلال تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار إدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود مع تركيا، وهي الآلية المعمول بها منذ عام 2014.

ويمكن قراءة دوافع الفيتو الروسي من خلال النقاط التالية:


1. تنامي حدة الصدام بين موسكو والغرب على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، وفرض واشنطن وبروكسل عقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي يبدو أنها تحاول الضغط على الدول الغربية في الملف السوري.


2. موافقة تركيا على انضمام كل من فنلندا والسويد لحلف النيتو، وهو ما تعارضه موسكو، الأمر الذي أدى لاختلال التفاهمات بينها وبين أنقرة، ودفعها للضغط عليها من خلال هذا الملف.

  1. السعي إلى “شرعنة” نظام الأسد وإخراجه من عزلته الدولية، وتقديمه كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، إضافة لكون ذلك سيحقق مكاسب اقتصادية كبيرة للنظام الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، حيث تم رصد العديد من الحالات التي استخدم فيها نظام الأسد المساعدات الأممية في دعم جيشه ومليشياته.

ولا شك أن الفيتو الروسي سيزيد من تعقيد الوضع الإنساني في الشمال السوري، ويدفع الدول الفاعلة للبحث عن بدائل للالتفاف على الفيتو الروسي، ويمكن تلخيصه بخيارين رئيسين:

الخيار الأول: تكثيف (الدعم المباشر) من الدول الداعمة، خارج نطاق الأمم المتحدة، وذلك بالتنسيق مع تركيا ومؤسساتها الإنسانية، ولا شك أن ذلك سيحرم مناطق الشمال السوري من دعم المؤسسات التابعة للأمم المتحدة والمقدرة بملايين الدولارات.

الخيار الثاني: تقديم بعض التنازلات من قبل الدول الأعضاء لصالح موسكو، سواء ضمن الملف السوري أو خارجه، وتعديل مشروع القرار بما يتوافق مع الشروط الروسية، ومنها ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية من أن موسكو تشترط “تعديلات على مشروع القرار الذي قدمته أيرلندا والنرويج لتقليص الإطار الزمني للمساعدات عبر الحدود”، وإعادة طرح مشروع القرار المعدل للتصويت عليه بشكل وذلك بعد تهيئة الظروف التي من شأنها تجنب الفيتو الروسي مجددًا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى