الدراسات والبحوث

زيارة “بوتين” المرتقبة إلى “طهران”… التوقيت والدلالات

أعلن الكرملين، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيجري الثلاثاء المقبل زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران، وسيلتقي خلالها بنظيريه؛ الإيراني إبراهيم رئيسي، والتركي رجب طيب أرودغان.
ويمكننا الوقوف على سلسلة من النقاط التي من شأنها تفسير أسباب هذه الزيارة في هذا التوقيت، أبرزها:

  1. تتزامن الزيارة مع تصاعد وتيرة الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وتشديد العقوبات الغربية والأمريكية ضد موسكو على خلفية قمة الـ G7، وتكثيفها الدعم العسكري المقدم لكييف، لتأتي زيارة بوتين ـ والتي تعد الزيارة الخارجية الثانية له بعد انطلاق الحرب الأوكرانية ـ بهدف تعزيز التحالف الشرقي في موجهة أوروبا وأمريكا، وربما نقل التحالف الروسي ـ الإيراني لمراحل متقدمة من التعاون الاستراتيجي والاقتصادي في مواجهة بروكسل وواشنطن.

  2. من المقرر أن يلتقي بوتين خلال زيارته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن المتوقع أن يمارس بوتين خلال لقائه بأردوغان ضغوطات كبيرة على تركيا لتعديل موقفها من الحرب الأوكرانية، ومحاولة جذبها للمحور الروسي ـ الإيراني، عقب موافقتها على انضمام فنلندا والسويد لحلف “النيتو” وضعف تجاوب الأخيرتين مع المطالب التركية، وذلك من خلال تقديم بعض التنازلات لها في الملف السوري، في حين من المتوقع أن نشهد بعض التصعيد في سوريا بحال تعثر المفاوضات بين الجانبين.

  3. سبق الإعلان عن الزيارة، زيارة محافظ البنك المركزي الإيراني، علي صالح آبادي، قبل أيام إلى موسكو، حيث التقى نائب رئيس وزراء روسيا، ألكساندر نوفاك، وأعلن من هناك التوصل لاتفاق بين البنكين المركزيين في البلدين “لتطوير التعاون النقدي والمصرفي وتوسيع الاستثمار المشترك”، مشيرا إلى التفاهم المبدئي على عدد من الاتفاقيات، لتأتي زيارة بوتين، استكمالا لتكل التفاهمات، حيث من المتوقع أن نشهد توقيع الرئيس الروسي ونظيره الإيراني عدة اتفاقيات اقتصادية بمختلف المجالات، وسعيهم في بلورة حلول مشتركة لتفادي العقوبات الأمريكية المفروضة على البلدين خلال اللقاء.

  4. من المتوقع أن يتم خلال الزيارة إتمام صفقة المسيرات التي تحدث عنها مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سولفيان، والذي قال “إن الولايات المتحدة تلقت معلومات تشير إلى أن إيران تخطط لتزويد روسيا بمئات الطائرات بدون طيار لمساعدتها في حربها في أوكرانيا”، وأن بعضها يتميز بقدرات قتالية، لتشمل زيارة بوتين ـ في الغالب ـ تعزيز التعاون العسكري وإتمام صفقة الطائرات المسيرة.

  5. تتزامن الزيارة مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط ستشمل كلًا من تل أبيب والسعودية، وتهدف بحسب ما ذكره بايدن “إلى الاستفادة من موارد الطاقة في الشرق الأوسط لتخفيف الضغط عن أوكرانيا”، وكذلك بحث “كيفية الحد من دور إيران في المنطقة”، لتأتي زيارة بوتين كرد استباقي على الزيارة الأمريكية لدعم الموقف الإيراني في مواجهة واشنطن سواء في مفاوضاتها النووية أو مواجهتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

  6. تتزامن الزيارة أيضًا مع تنامي الخلافات الروسية ـ الإسرائيلية، وذلك على خلفية موقف تل أبيب من الحرب على أوكرانيا، وإدانة موسكو للمرة للأولى للهجمات الإسرائيلية في سوريا، والتي استهدفت مطار دمشق الدولي قبل أسابيع قليلة، وتوجهها بطلب من مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يدين الهجوم الإسرائيلي؛ وهو ما يشير لاحتمالية تقديم موسكو تنازلات لطهران في مواجهة الهجمات الإسرائيلي مقابل “صفقة المسيرات”، وتصعيد طهران لهجماتها ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى