الدراسات والبحوث

دور هيئة تحرير الشام في تصفية اصدقاءها ؟

تساؤلات حول دور “هيئة تحرير الشام” في استهداف قادة التنظيمات المتشددة شمال غربي سوريا، المناوئة لـ”تحرير الشام”، في ظل سعي “أبو محمد الجولاني” لتصدير نفسه وتنظيمه كقوة معتدلة سورية محلية، في مسعاهم ضمن حملة التسويق الإعلامية لتغيير جلد التنظيم الإرهابي، ذو النهج المتقارب مع أصدقاء الأمس، “داعش”، و”حراس الدين”.

لم تدخر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، أية محاولة من أجل إعادة إنتاج صورتها ورفع اسمها عن قائمة المنظمات الإرهابية، حتى لو كان ذلك على حساب ايديولوجيتها التي اتبعتها منذ سنوات.

ما دور “تحرير الشام”؟

هناك فرضية تتردد مؤخرا حول الدور الفاعل لـ”تحرير الشام” باستهداف قيادات التنظيمات المتشددة بطريقة أو بأخرى، في سبيل السعي من الهيئة وزعيمها الحصول على حد مقبول من تغيير وجهة النظر الغربية تجاه التنظيم المدرج على قائمة الإرهاب الدولي.
وفضلا عن العملتين الأبرز للتحالف الدولي اللتان أفضت إلى مقتل البغدادي وقرداش، كان هنالك العديد من العمليات الأمنية والعسكرية، ضد قادة متشددين يتبعون معظمهم لتنظيم “القاعدة” وتنظيم “حراس الدين”، في حين كان العامل المشترك بين تلك العمليات، قد كان أن جميعها حصل في مناطق سيطرة “الهيئة”.

أن “هيئة تحرير الشام” باتت جزءا أساسيا من استراتيجية العمليات التي تطال قيادات في تنظيمات أخرى متطرفة، وذلك بالنظر إلى العمليات الأمنية التي تقوم بها “تحرير الشام” لاستهداف عناصر “حراس الدين” أو “داعش” في المناطق الواقعة تحت سيطرة “تحرير الشام”.
“لا شك أن تحرير الشام تسعى لرفع اسمها من على قوائم الإرهاب، وأن تكون شريكة مع المجتمع الدولي، لكن لا أعتقد أنها وصلت إلى درجة أن هي من أعطت معلومة للتحالف الدولي بهذه الخطورة وبهذه الأهمية. هذه المعلومات تحتاج إلى إمكانية أكبر ربما من إمكانيات هيئة تحرير الشام“.

وحول مساعي الهيئة لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي يرى شريفة أن اعتماد تحرير الشام بشكل رسمي يخضع لحسابات عديدة في المجتمع الدولي، ويقول: “هي تقدم خدمة وظيفية للمجتمع الدولي من خلال عملياتها الأمنية ضد حراس الدين، أو بعض عناصر داعش في شمال غربي سوريا“.

مساعدات سابقة

تشير التسريبات التي حصل عليها موقع “الحل نت” في وقت سابق، من داخل “هيئة تحرير الشام“، إلى أن الأخيرة ساعدت وسطاء من إحدى الدول الإقليمية في الكشف عن مكان مسؤول التمويل في تنظيم “داعش”، داخل مناطق سيطرتها في محافظة إدلب أواخر العام الفائت.
العملية التي أعلنت عنها القوات العراقية، في القبض على سامي جاسم الجبوري، جاءت على إثر تعاون وثيق مع العراق، ضد من تبقى من عناصر التنظيم الإرهابي في المنطقة.

تطور براغماتي لعلاقات تحرير الشام؟

تسعى الهيئة لفرض السيطرة العظمى على المناطق التي ضمن نفوذها، دون وجود أي معوقات ولو جدلية، يساعدها في ذلك سيطرتها الكاملة على الموارد الاقتصادية شمال غربي سوريا، فضلا عن أنها القوة العسكرية الأبرز في تلك المنطقة، كما أنها تملك ذراع سياسي ومدني للتحكم في المنطقة وهو ما تسمى بـ“حكومة الإنقاذ“.

ادعت الهيئة كثيرا أنها لا تدعم ما يسمى “الجهاد العالمي”، وأنها لا ترتبط بتنظيم “القاعدة” الإرهابي بأي شكل من الأشكال، بعد أن انسلخت عنه إعلاميا عام 2016، في محاولة منها لتطبيع العلاقات مع الدول الأجنبية، ولا سيما بعد ظهور متزعمها “أبو محمد الجولاني” مع الصحافي الأميركي، مارتن سميث.
خلال أول ظهور علني للجولاني في يوليو/تموز 2016، بدّل زعيم النصرة اسم الجماعة إلى “جبهة فتح الشام” معلنا أنها لا تنتمي لأي مؤسسة خارجية، وفي ذات الوقت فك ارتباط جماعته عن “القاعدة“، بعد نحو ثلاث سنوات من القتال تحت رايته.
وخلال السنوات الأخيرة، تغيرت سياسة “هيئة تحرير الشام” ضمن حملات إعلامية مكثفة، ادعت انتقال الهيئة من التطرف إلى إعلان في مناسبات عديدة، عن رغبة في الانفتاح التام على العالم الخارجي، والتواصل مع الدول الغربية.

غيّر الجولاني من لباسه وارتدى بدلة رسمية والتقى بالصحفيين الأجانب، ومهد للمنظمات والمؤسسات الإعلامية للدخول إلى معقله في إدلب وإجراء المقابلات معه ومع المواطنين في مناطق سيطرته، في خطوة رآها متابعون أنها تأتي ضمن مسعى “الجولاني” للحصول على تأهيل سياسي من الغرب، وإزالة اسم تنظيمه من قائمة الإرهاب الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: