الدراسات والبحوث

قيامة داعش

أعربت وزيرة الدفاع الفرنسية “فلورانس بارلي” عن قلقها من عودة ظهور تنظيم داعش مجدداً والتي أكدت عن تحرك دولي ضمن التحالف الدولي لمكافحة التنظيم .
فيما حذّرت وزارة الدفاع الفرنسية، من أن التنظيم قد يعود إلى الظهور مجدداً في شرقي سوريا، حيث يستعيد التنظيم قوته بالبادية السورية ويشن هجمات متفرقة ازدادت وتيرتها خلال الأيام الأخيرة

وأضافت بارلي بتصريحها للإذاعة الفرنسية قائلة
“يمكن الحديث عن شكل من أشكال عودة ظهور داعش في سوريا والعراق” وأضافت
“إن فرنسا ترى أن تنظيم داعش لا يزال موجوداً”

وتشير تقديرات رسمية من الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من عشرة آلاف عنصر من داعش لا يزالون نشطين في سوريا والعراق.

يتسأل اليوم المتابع عن السيناريو الجديد الذي سيتبعه التنظيم بقيامته الجديدة بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة “دونالد ترامب” النصر على التنظيم في بلدة الباغوز التي تقع في وادي الفرات والتي كانت أخر معاقل التنظيم
حيث من المتوقع أن التكتيك والاستراتيجية العسكرية التي كان يتبعها التنظيم قد اختلفت بإعادة تشكيله مجدداً في مناطق البادية السورية فهو اليوم يتحرك ضمن إستراتيجية الاستنزاف المربكة للنظام وقسد والتي قد تساهم الجغرافية المتسمة بالمسافات الشاسعة والتي يتوزع من خلالها التنظيم بمقرات متنقلة ومناورات لا يمكن للنظام وحلفائه القضاء عليها بسهولة وهذا قد كان واضحاً من خلال المشهد العسكري لمناورات داعش وتنفيذه هجمات مؤخراً.

وكالة أعماق التابعة للتنظيم كانت قد نشرت حصيلة نشاطه خلال العام المنصرم حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عن تنفيذ نحو 593 هجوماً، أسفرت عن سقوط أكثر من 1300 شخص بين قتيل وجريح. (حسب انفوغرافيك وكالة أعماق التابعة للتنظيم).
الأمر الذي دعا النظام لتحرك أرتال وتعزيزات من مختلف المناطق السورية والفيلق الخامس باتجاه البادية السورية
حيث استجر النظام أرتال من ريف ادلب واللواء السادس التابع للفيلق الخامس وتعزيزات عسكرية تنوعت براجمات صواريخ ومدافع وأسلحة ثقيلة مختلفة لمحاولة تأمين بعض المناطق التي تهدد تحركات أرتال النظام وحلفائه.

لماذا البادية السورية ومن المستفيد من تحرك داعش اليوم؟

اليوم البادية السورية هي منطقة واسعة جغرافياً وهشة أمنياً ولا يمكن محاصرتها أو التحرك بها بسهولة بالنسبة للجيوش النظامية ويمكن من خلالها المناورة والاستنزاف واتباع حرب العصابات بالنسبة لتنظيم داعش يأتي هذا التحرك ضمن تحرك دولي بطيء ومتابعة دولية عن كثب للمنطقة الأهم جيو استراتيجياً لمعظم اللاعبين الدوليين بالملف السوري حيث تعتبر المنطقة للأمريكيين منطقة نفوذ مقابل الروس وقد أنشئ الأمريكيون فيها قاعدة أمريكية بمنطقة التنف بالبادية السورية الأمر الذي دعا واشنطن لإعادة فصيل قوات الشهيد “أحمد العبدو” التي كانت تعمل في القلمون السوري والمدعومة من غرفة الموك سابقاً والتي كانت تتبع للجبهة الجنوبية والتي اغتال تنظيم داعش قائدها العقيد بكور السليم بانتحاري فجر نفسه وسبب بمقتله
تم دعوة قائد فصيل قوات الشهيد أحمد العبدو (أحمد التامر أبو زيد) للأردن وإعادة مجموعة من عناصره للمشاركة بحماية القاعدة الأمريكية .

كذلك بالنسبة للروس البادية مسرح لصراع نفوذ وشرعية تواجد وبحث عن ثروات وتأمين طرق دولية لاسيما أن طريق العراق سوريا يمر وسط البادية السورية.

من المستفيد ومن الخاسر؟
يبقى اللاعبون الدوليون في الملف السوري يدرسون تحركات داعش عن كثب لرسم التعامل الجديد وفق استراتيجية الواقعية حيث كانت روسيا تسمح لتحرك أرتال لداعش بالقرب من القاعدة الأمريكية بالتنف الأمرالذي دعا لإستجلاب قوات فصيل أحمد العبدو للمشاركة بتأمين خط دفاع للقاعدة

كذلك قسد تحاول الإستفادة من تحرك داعش وتجنيد شباب عرب ومن العشائر لتقليل خسائرها بمواجهة قيامة التنظيم

أما الخاسر الوحيد فهو الشعب السوري الذي تدفع جميع القوى الإقليمية لتوجيه داعش باتجاه مناطق المعارضة والنظام.

إعداد: وحدة البحث والتحليل – مركز مسارات للتنمية السياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: