أمام بوتين واحد من 3 سيناريوهات تعرف عليها؟
ما الأشكال التي يمكن أن يتخذها هجوم روسيا المرتقب على إقليم دونباس؟ وما هي الخيارات العسكرية لروسيا؟ وما هي المقاومة التي يستطيع الأوكرانيون تقديمها؟
السيناريو الأول: تنفيذ روسيا خطتها الأصلية
يتفق الخبراء على أن الروس سيشرعون في تنفيذ خطة تقوم على التطويق من أجل الاستيلاء على جزء من منطقة دونيتسك لا يزال تحت السيطرة الأوكرانية، ولو كانت قوات موسكو لا تزال تمتلك قدراتها القصوى لأمكنها -وفقا لميشيل غويا- شن هجوم مزدوج لتنفيذ “تطويق كبير لدونباس” من خلال الاستيلاء على خاركيف في الشمال وزاباروجيا في الجنوب، ثم على طول نهر الدنيبر، لكن غويا يرى الآن أن الأمر “أصبح الآن مستحيلا، إذ لم تعد لديهم الوسائل”.
أما توريت فيضيف أنه “سيتعين على روسيا الهجوم بقوة ضعيفة، وستضطر إلى استخدام وحدات لا يمكنها تجديدها، وكلما اتسع نطاق التطويق كان أكثر خطورة، ناهيك عن التضاريس الصعبة للمنطقة”.
السيناريو الثاني: الهجوم المباشر
لا شك أن روسيا تستعد الآن لهجوم أكثر انضباطا وفقا لميشيل غويا، ويمكنها أن تشن هجوما مزدوجا من مدينة دونيتسك في جنوب دونباس، والتي هي بالفعل في أيدي الموالين لروسيا، ومن منطقة إيزيوم في الشمال، و”هذا هو المكان الذي يوجد فيه مركز ثقل القوات الروسية الآن، وسيكون عليه الجهد العسكري الرئيسي في هذه المنطقة” كما يتنبأ هذا الخبير الذي يراقب تحركات القوات الروسية على الأرض.
ومن إيزيوم يمكن للروس أن يتوجهوا مباشرة إلى سلافيانسك وكراماتورسك، وهما مدينتان كبيرتان في منطقة دونيتسك، ويبلغ عدد سكانهما على التوالي 111 ألفا و157 ألفا، أو يتجهون إلى الغرب عبر بلدتي بارفينكوف وبوكروفسك، للانضمام إلى الجبهة الجنوبية وتطويق المنطقة.
لكن بالنظر إلى التحركات الحالية لم يتضح بعد ما إذا كان الروس سيأخذون هذا الاتجاه أو ذاك أو كليهما في نفس الوقت، كما لم يعرف بعد من أين سيبدأ هجوم الجنوب.
ويوضح غويا أن “منطقتي سلافيانسك وكراماتورسك هما منطقتان حضريتان كبيرتان، ومن المستحيل الاستيلاء عليهما بسرعة، ويتوقع أن يواجه الروس وقتا عصيبا في القتال بالمدن، وأن يمثل حصار هذه المدن إنشاء ماريوبول جديدة”.
السيناريو الثالث: التطويق المتدرج
تؤكد لوموند أن سلافيانسك وكراماتورسك ليستا ماريوبول، فهما معزولتان في منطقة خاضعة للسيطرة الروسية ويسهل تطويقهما، لكن توريت يرى أن الروس “إذا تمكنوا من إجراء تطويق أولي فستكون لذلك تداعيات على النظام الأوكراني بأكمله في دونباس، فكلما زاد تقطيع أواصر هذه المنطقة زاد عدم تنظيم القوات الأوكرانية وضعفت مقاومتها”.
لكن الخبيرين يريان أن النصر بعيد المنال بالنسبة لموسكو، ويشيران إلى أن “المجهول الكبير هو حالة القوات الأوكرانية”، إذ لا يتحدث الأوكرانيون عن خسائرهم”، لكن ما هو معروف -وفقا للخبير غويا- هو أن هذه القوات تأثرت مثلما تأثر الروس.
غير أن القوات الأوكرانية في وضع دفاعي، ويعتقد توريت أن هذه القوات ليست لديها قدرة احتياطية ولن تكون قادرة على تعويض خسائرها حتى مع مرور الوقت، لكن -حسب لوموند- يمكن أن يكون الدعم الدولي بالأسلحة والاستخبارات أمرا حاسما، وهو ما يعلق عليه توريت بالقول إن “الأوكرانيين لهم معرفة أكثر من خصومهم بميدان المعركة”، مشيرا إلى أنه أيا كان شكل الهجوم الروسي في دونباس فإنه “سيكون عنيفا للغاية، لكن يمكن إيقافه بسرعة” كما يرى غويا.
أما توريت فإنه يرى أن “الروس ينتظرون معجزة في دونباس، لكن لا يوجد دليل على أن ذلك سيحدث على المدى القصير، وعلى أي حال فإن التحدي ليس مستحيلا بالنسبة لأوكرانيا”.