الجيش الوطني يحرك جبهاته في ريف حلب الشرقي… التوقيت والدلالات
أعلن الجيش الوطني السوري، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مبنى لقوات نظام الأسد على جبهة مدينة “تادف” بريف حلب الشرقي يوم الإثنين 5 أيلول/ سبتمبر.
ونشر الحساب الرسمي للفيلق الثالث صورًا جوية تظهر تفجير ضخما لأحد المباني وتصاعد أعمدة الغبار والدخان عقب التفجير، الذي أدى لانهيار المبنى الطابقي بشكل كامل.
وبحسب ما قاله رئيس غرفة عمليات قطاع الباب في الفيلق الثالث خلال تسجيل مصور؛ فإن العملية استهدفت مبنى رئيسيًا لقوات النظام يستخدم لعمليات القنص والاستطلاع، مشيرا إلى أن عملية الاستهداف جاءت ردًا على مجزرة مدينة الباب الذي ارتكبها نظام الأسد قبل أسابيع.
اللافت أن العملية، أتت متأخرة نسبيًا عن المجزرة التي ارتكبت في 20 آب/ أغسطس الماضي، بفارق نحو شهر عن العملية التي أعلنها الفيلق الثالث، إلا أن طبيعة العملية أشارت بشكل مبطن لأسباب تأخرها، إذ أنه من المرجح أن الفيلق لجأ لتفخيخ المبنى عبر أنفاق حفرها من مناطق سيطرته نحو نقاط نظام الأسد، وهو ما يستغرق عدة أسابيع ويفسر تأخر العملية التي قد يكون التخطيط لها بدأ قبل المجزرة حتى ويشير في الوقت ذاته إلى أعمال حفر وتجهيز عسكري لخطط هجومية يقوم بها الجيش الوطني على جبهاته وعدم الاكتفاء بعمليات التحصين والتدشيم.
من جهة أخرى؛ فإن التفاهمات الروسية ـ التركية على وقف إطلاق النار في جبهات ريف حلب الشمالي والشرقي، تثير التساؤلات حول ما إن كانت العملية، بتنسيق تركي، للضغط على موسكو وإرسال رسائل ـ عبر خطوط التماس ـ أنها قادرة في لحظة صفر معينة على التقدم في المنطقة بحال أخلت موسكو بالتفاهمات القائمة، أو أن العملية كانت بمبادرة منفردة من الجيش الوطني، وبالتحديد من الفيلق الثالث الذي يعد أكثر تشكيلات الجيش الوطني استقلالية في القرار، وهو ما يوحي ـ بحالي حصوله ـ بتطور لافت على مستوى العلاقة بين الجيش الوطني وتركيا من جهة تقدير الموقف العسكري واستقلالية قرار الجيش الوطني، ويشي في الوقت ذاته بنقلة نوعية على مستوى استراتيجياته وتكتيكاته العسكرية، ويترك المجال مفتوحًا لاحتمالية تطور مثل هذه العمليات في المرحلة المقبلة.