هل تمهد قمة سوتشي لاستراتيجية جديدة في التعامل مع “تحرير الشام”؟
اختتمت مساء أمس الجمعة، الـ 5 من آب/ أغسطس، أعمال القمة التي جمعت الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الروسية.
ورافق أردوغان في زيارته كلًا من وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي أكار، إضافة لرئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، في حين جرى الاجتماع بشكل مغلق واستغرق 4 ساعات متواصلة.
بينما صرح الرئيس الروسي قبيل القمة أن الوضع السوري سيكون على جدول أعمال القمة، وأن “ما سيظهر من نتائج فيها سيحمل رياح تغيير إلى المنطقة”، إلا أن النتائج كانت مقتضبة، ومقتصر على بيان ختامي، دون عقد مؤتمر صحفي يجمع الرئيسين.
وتحدث البيان الختامي، عن أهمية دفع العملية السياسية في سوريا، وأكد على “ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا السياسية وسلامة أراضيها”، كما أشار البيان لتأكيد الرئيسين عزمهما على “تنسيق العمل والتضامن في مكافحة جميع المنظمات الإرهابية في سوريا”، وهي بنود معادة ومكررة في مختلف قمم أستانا وسوتشي السابقة، إلا أن تقارير أفادت بوجود ضغوطات كبيرة ضد تركيا من قبل إيران وروسيا في قمة طهران الأخيرة بخصوص ملف إدلب وفشلها في الإيفاء بتعهداتها بما يتعلق بتفكيك هيئة تحرير الشام، وهو ما دفع أنقرة لممارسة ضغوطات على تحرير الشام بين القمتين، حيث تحدثت بعض التسريبات عن اجتماعات مكثفة ومطولة لـ “مجلس شورى” تحرير الشام، خلال الأيام الماضية، يناقش فكرة تشكيل جسم جديد يتصدره قائد آخر غير “الجولاني”، لتفادي الضغوط التركية وتجاوز شماعة الإرهاب التي ترفعها روسيا وإيران للضغط على أنقرة، التي تسعى بحسب التسريبات لدمج تحرير الشام والجيش الوطني تحت قيادة جديدة، وكذلك دمج الحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ بحكومة جديدة مشتركة.
وما يدعم احتمالية تبني تركيا لاستراتيجية جديدة تجاه محافظة إدلب، هو وجود تسريبات أخرى تفيد بإجراء أنقرة تغييرات كبيرة في الشخصيات المشرفة على إدارة الملف السوري، وكذلك الطابع السري الذي اكتسبته قمة سوتشي، التي من المتوقع أن تكون ناقشت ملف إدلب بشكل تفصيلي، مع الإشارة هنا للاجتماع المغلق الذي استمر لـ4 ساعات متواصلة بحضور رئيس الاستخبارات هاكان فيديان، وكذلك عدم عقد مؤتمر صحفي عقب القمة التي يمكن وصفها بـ “القمة الأمنية”، مع الإشارة أيضًا في هذا السياق لحاجة تركيا تقديم بعض التنازلات لروسيا في ملف إدلب، لصالح تنازل روسيا لها بما يتعلق بعمليتها العسكرية في تل رفعت ومنبج.