هجمات ضد القوات التركية.. من يقف وراءها وماهو حجم تأثيرها؟
أدى انفجار عبوة ناسفة مساء السبت 23 من نيسان، إلى إصابة عربة عسكرية تركية وإصابة جندي بجروح في مدينة “الباب” شمال شرقي حلب، حدث الانفجار بالقرب من مقر عسكري ” للجيش الوطني السوري” خلال مرور عربات عسكرية تركية الأمر الذي دعا “القوات التركية” “والشرطة العسكرية” للاستنفار وقطع الطرق بشكل مؤقت.
ويشير قادة من “الجيش الوطني” “وباحثون” إلى أن من يقف خلف عمليات التفجير يُعتقد من وحدات تابعة لـ” (قسد)، أو لتنظيم “داعش”، أو للنظام السوري وروسيا، حسبما قال في حديث سابق وخاص “لمسارات” القائد العسكري “علاء الدين أيوب” والمعروف “بأبو بكر الفاروق” القيادي في “فرقة المعتصم” التابعة للجيش الوطني حيث يرى القيادي “أيوب” أن “النظام وروسيا” هما المسؤولان عن الهجمات التي تحدث ضد النقاط التركية وهما المستفيدان الأكبر بل يؤكد “أيوب” أن تلك السرايا التي تتبنى بعض الهجمات على النقاط التركية وتحمل أسماء ورايات دينية ووهمية هي من صنع “المخابرات السورية” وأجهزة الأمن لإخلاء مسؤوليتهم عن تلك الهجمات.
أبرز الهجمات ضد النقاط التركية في سورية:
أعلنت سابقاً “كتائب خطاب الشيشاني” استهدافها بسيارة مفخخة دورية مشتركة روسية وتركية، بالقرب من مدينة أريحا غرب محافظة إدلب.
_في 31/1/2021 قام مَجهولون يستقلّون دراجة نارية بإطلاق النار على نُقطة عسْكرية تركية في منطقة “أبو الزبير” شمال الطريق الدولي “M4” جسر عين الحمرا جنوب غرب ادلب، ما أدى لإصابة ثلاث جنود من الجيش التركي نقلوا على إثرها للمشافي التركية لخطورة بعض الإصابات.
_ استهدفت مجموعة مجهولة عربة تركية مدرعة بقذيفة “آر بي جي” بالقرب من بلدة “محمبل” غرب إدلب، ما أدى لإصابة جندي تركي بجروح وإعطاب مصفحة تركية.
_سبق أن تبنت سَرية تطلق على نفسها “أنصار أبي بكر الصديق”، خلال هجوم شنته على نقطة عسكرية تركية في 16-كانون الثاني في بلدة “باتبو” بريف حلب الغربي، وفي أغسطس السابق تم إرسال دراجة نارية مفخخة ليتم تفجيرها بالقرب من نقطة عسكرية تركية في جسر الشغور –
_بريف إدلب، كذلك استهدفت جهات مجهولة الدوريات التركية بأكثر من عبوة ناسفة على الطريق الدوليM4.
_كذلك، أعلنت سابقاً مجموعة تُدعى “سرية الشهيد مروان حديد ” مسؤوليتها عن استهداف قاعدة للجيش التركي على أطراف بلدة الدانا شمال محافظة إدلب، بصاروخ موجه.
من المستفيد من استهداف القوات التركية ومن المسؤول وما مدى تأثير تلك العمليات على دور القوات التركية؟
الجهات التي تبنّت استهداف القوات التركية هي جهات مجهولة حديثة النشأة ولا تتسم بديمومة عملياتها العسكرية، وقد أعلنت مسؤوليتها وصرحت عن اسمها بالتزامن مع استهداف الدوريات أو النقاط التركية “كأنصار أبي بكر الصديق”، “وكتائب خطاب الشيشاني” فهي جهات مجهولة لا يمكن التنبؤ بحقيقتها دون دراسة وتحليل الجهات المستفيدة من تلك العمليات، لمحاولة وضع مقاربة جوهرية تؤكد من المسؤول، إلا أن الراجح، قد يكون لتنظيم “حراس الدين” علاقة مباشرة بتلك العمليات إن لم يكن النظام السوري ذاته أو داعش.
بالتزامن مع مراجعات في سياسة التعاطي من قبل، هيئة تحرير الشام، مع تركيا بعد أن كان خطاب ’’ جبهة النصرة’’ يتَسم بوصف الأتراك بأنهم (عصا الغرب بالمنطقة) بدأ “الجولاني” يتراجع عن إطلاق تلك المصطلحات ضد تركيا وبدأ حملة أمنية ضد قادة التيار المتشدد من “القاعدة” وتنظيم حراس الدين وتطورت الحملة الأمنية لاشتباكات مع مجموعات في إدلب وريفها، بالتالي يُعتقد أنه من مصلحة تنظيم “حراس الدين” ضرب الأرتال التركية لنسف أي جهود بين “تحرير الشام” وتركيا.
خلاصة:
لا يوجد تأثير واضح وكبير على الأرض لاستهداف “الدوريات التركية” لأنها عمليات جزئية لا يمكنها تعطيل الدور التركي بالمنطقة، ولا يوجد تصريحات رسمية من قبل وزارة الدفاع التركية حيال الأمر، على العكس نشهد اليوم توسع في انتشار النقاط التركية وقد أنشئ “الجيش التركي” نقطة عسكرية جديدة بالقرب من بلدة “الزيادية” بمنطقة سهل الغاب في “ريف حماة” ويمتلك الجيش التركي اليوم في سورية ما يزيد عن 113 موقعاً عسكرياً، في 5 محافظات، وهي: 56 في حلب، و44 في إدلب، و9 في الرقة، و4 في الحسكة و2 في ريف اللاذقية.
وهذا ما يؤكد عدم تأثير تلك العمليات بمجرى تحرك عمليات الجيش التركي بالمنطقة
ويبقى المستفيد الأول هو النظام السوري الذي يسعى لخلط الأوراق ويحرك أذرعه الاستخباراتية ولا يستبعد أن يكون للنظام السوري دور بدعم تلك العمليات ضد الجيش التركي وبالتالي قد يكون للنظام دور بذلك أو داعش أو تنظيم حراس الدين.