الفصائل العسكرية شمال غرب سوريا تطلق عملية “ردع العدوان”: خطوة نوعية واستراتيجية
في تطور نوعي وغير مسبوق منذ تجميد الصراع العسكري بداية عام 2020، أطلقت الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا اليوم عملية عسكرية تحت اسم “ردع العدوان”. العملية تشهد مشاركة واسعة من مختلف المكونات العسكرية في المنطقة، بما في ذلك:
- هيئة تحرير الشام.
- الجبهة الوطنية للتحرير.
- الجيش الوطني.
محاور العملية العسكرية
تركز العمليات حاليًا على مناطق سيطرة الميليشيات المدعومة من إيران، غرب مدينة حلب. وتشمل المحاور:
- منطقة الأتارب.
- تخوم بلدتي نبل والزهراء، المعروفتين كمراكز انطلاق للهجمات الصاروخية التي تستهدف مناطق المعارضة.
الهدف الاستراتيجي للعملية
تأتي العملية في ظل تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة بعد الضربات الموجعة التي تعرض لها ذراع إيران الأساسي، حزب الله اللبناني. وتبدو الفصائل العسكرية حريصة على استغلال هذا التراجع، مع تجنب استفزاز الجانب الروسي، وهو عامل أساسي في رسم حدود المواجهة الحالية.
الموقف الروسي: مفتاح سيناريوهات المعركة
تتباين السيناريوهات المحتملة للعملية بناءً على كيفية تعامل روسيا معها:
- السيناريو الأول: تغاضٍ روسي يسمح بانتزاع مناطق من النفوذ الإيراني، طالما لا تؤثر هذه التحركات على المصالح الروسية.
- السيناريو الثاني: تدخل روسي محدود سياسيًا أو عسكريًا، لفرض حدود واضحة تمنع أي تغيير في خرائط السيطرة.
حتى اللحظة، يلاحظ المراقبون غياب تدخل جوي روسي واسع، مما يثير التكهنات حول رغبة موسكو في إعادة توزيع النفوذ بما يحقق التوازن بين الأطراف.
سيناريوهات إضافية
- من المحتمل أن تمتد العمليات لتشمل مواقع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال غربي حلب (تل رفعت، عين عيسى، مرعناز)، حيث تربط الميليشيات الإيرانية و”قسد” علاقات تحالفية في هذه المناطق.
- تقليص تركيا التزامها بخفض التصعيد يحمل رسائل متعددة، أبرزها:
- لإيران: تعبير عن استياء أنقرة من دور طهران المعرقل لمساعي الاتفاق بين تركيا والنظام السوري.
- للنظام السوري: تأكيد أهمية الدور التركي في سوريا، ودعوة لإعادة النظر في مطالبته بانسحاب القوات التركية.
- لموسكو: اختبار الموقف الروسي من تحييد النفوذ الإيراني في شمال غربي سوريا لصالح ديناميكية تدار بين تركيا وروسيا فقط.
خاتمة
تشكل عملية “ردع العدوان” خطوة نوعية تحمل رسائل إقليمية ودولية، حيث تسعى الفصائل إلى تعزيز موقفها العسكري والاستراتيجي، مستفيدة من تراجع النفوذ الإيراني والمناورات السياسية الروسية. حدود النجاح ستعتمد على التفاعلات الإقليمية والدولية في الأيام المقبلة.