حوارات

حوار استراتيجي حول الحكومة المرتقبة ومستقبل السلام في السودان

د. مهدي الهادي دبكة
الأمين العام لتحالف القوى المدنية (قمم) – مركز مسارات للتفكير الاستراتيجي

السؤال الأول: ما الدوافع السياسية والعسكرية لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع؟ وهل تُعد حكومة موازية؟

بدايةً، نؤكد أن الحكومة المرتقبة ليست حكومة موازية، لأننا أساسًا لا نعترف بشرعية حكومة بورتسودان.
من أبرز الدوافع السياسية والعسكرية وراء هذا التشكيل، أن حكومة بورتسودان قد حرمت المدنيين في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع من حقوقهم الدستورية والقانونية، وعرقلت وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
كما أنها سنت قوانين قمعية مثل “الوجوه الغريبة” و”الطابور الخامس” التي استهدفت أبناء غرب السودان، ومارست ضدهم انتهاكات جسيمة شملت القتل والتمثيل بالجثث.
إضافة إلى ذلك، تم تقييد حرية التنقل بين الأقاليم، ومنع استخراج الأوراق الثبوتية، مما دفع أبناء السودان الحادبين على مصلحته للاجتماع في نيروبي لوضع حد لهذه التجاوزات.

السؤال الثاني: ما هو دور القوى السياسية الموقعة على الميثاق الجديد في تمكين هذه الحكومة؟

تلعب القوى السياسية الموقعة على الميثاق دورًا محوريًا في تهيئة المناخ السياسي، وتوعية المجتمعات في مختلف مناطق السودان بأن حكومة السلام القادمة ستتولى خدمة المدنيين وبسط الأمن والاستقرار. كما تسهم هذه القوى في حشد الدعمين الإقليمي والدولي للحكومة المرتقبة.

السؤال الثالث: هل تعتبر هذه الخطوة محاولة لفصل السودان إلى مناطق نفوذ، أم أنها مبادرة لتوحيد السودانيين وإنهاء الحرب؟

هذه الحكومة تُعد “حكومة سلام” تتبنى السلام كمنهج واستراتيجية، وترحب بجميع المبادرات الدولية والإقليمية الساعية إلى وقف الحرب.
لقد وُلدت هذه الحكومة لتكون أداة توحيد لا تفريق، وتهدف إلى تعزيز اللحمة الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي، وإفشال مخططات التقسيم التي تسعى جماعة الإسلام السياسي في بورتسودان إلى تنفيذها.

السؤال الرابع: ما هو التأثير المحتمل لهذا التشكيل على جهود الوساطة الإقليمية والدولية؟

تشكيل حكومة السلام سيشكل نقطة ارتكاز مهمة في جهود الوساطة، حيث أن المجتمع الدولي سيكون ملزمًا بالتعامل معها طالما أنها تسعى لترسيخ الحكم المدني الديمقراطي.
وإذا تجاهل المجتمع الدولي هذا المسار، فسيجد نفسه عاجزًا عن محاربة الإرهاب أو دعم الأمن والسلم الدوليين في المنطقة. فهناك اتساق وتماشي بين أهداف حكومة السلام وأهداف المجتمع الدولي.

السؤال الخامس: هل يشير دعم عبد العزيز الحلو لهذه الحكومة إلى اصطفاف جديد في المشهد السوداني المسلح؟

انضمام المناضل عبد العزيز الحلو للميثاق التأسيسي يمثل إضافة نوعية ومهمة.
فهو لم يكن يستجيب للدعوات السابقة، خاصة في عهد النظام البائد، لأنها لم تكن جادة أو تحمل حلولًا استراتيجية.
لكن انخراطه في هذا الميثاق يعكس أن تحالف السودان التأسيسي قد وضع يده على جوهر الأزمة السياسية، وقدم رؤية حقيقية تعالج جذورها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى