الدراسات والبحوثتحليلات

بعد تشاد.. أوغندا في دائرة الاتهام: شحن الأسلحة لقوات الدعم السريع مقابل الذهب

تشير تقارير إلى تورط أوغندا بشكل غير مباشر في توريد الأسلحة إلى قوات الدعم السريع في السودان، ما يثير الشكوك حول دور كمبالا في تأجيج الصراع المستمر منذ أكثر من 18 شهرًا.

رحلات جوية يومية مريبة

أظهرت بيانات الرحلات الجوية وجود حركة شبه يومية لطائرات شحن من طراز لوكهيد سي-130 هيركوليس بين مطار كاجانسي في أوغندا ومدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي). تأتي هذه الرحلات في ظل حظر أممي مفروض على نقل الأسلحة إلى دارفور منذ عام 2004.

وفقًا لدبلوماسيين في كمبالا ومصادر قريبة من هيئة الطيران المدني الأوغندية، قامت طائرة نقل تديرها شركة BAR Aviation، المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي باراك أورلاند، بنحو 30 رحلة بين سبتمبر وأكتوبر 2024. ورغم الاستفسارات، لم ترد الشركة على الاتهامات المتعلقة بنقل معدات عسكرية أو أفراد إلى مناطق النزاع.

الذهب مقابل السلاح

تؤكد تقارير أن قوات الدعم السريع كثّفت في الآونة الأخيرة عملياتها في ولاية غرب بحر الغزال بجنوب السودان، حيث يُعتقد أنها تستغل مناجم الذهب بشكل غير قانوني لتمويل أنشطتها. تشير المصادر إلى أن هذه الموارد تُستخدم في صفقات معقدة تشمل شحنات الأسلحة التي تصل عبر أوغندا.

دور مشبوه لأوغندا

منذ سنوات، تنشط قوات الدفاع الأوغندية في جنوب السودان بحجة مكافحة تمرد جيش الرب للمقاومة، لكن وجود قواعد جديدة لقواتها في المنطقة أثار تساؤلات حول الغرض الحقيقي من هذا التواجد، خاصة بعد اتهامات بمشاركة قوات أوغندية في حماية عمليات الدعم السريع لاستغلال الذهب.

شبكة توريد السلاح: تشابكات إقليمية ودولية

تشير تحقيقات استقصائية إلى أن أوغندا ليست الوحيدة المتورطة في هذا الملف، إذ تمر بعض شحنات الأسلحة عبر الإمارات وأخرى عبر دول مجاورة مثل رواندا وكينيا. وفي يناير 2024، أكد تقرير أممي وجود أدلة “موثوقة” على استخدام مطارات في أوغندا لنقل أسلحة إلى دارفور.

تناقض المواقف الأوغندية

رغم هذه الاتهامات، يحرص الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني على إبراز دوره كوسيط في النزاع السوداني. التقى موسيفيني بقادة الطرفين المتصارعين – حميدتي في ديسمبر 2023 والبرهان في يوليو 2024 – في مساعٍ لإطلاق مفاوضات سلام، إلا أن تصاعد الأدلة حول دعم أوغندا غير المباشر لأحد الأطراف يثير تساؤلات حول حيادها.

تحليل ودعوة للتحرك

يتطلب استمرار الصراع في السودان رقابة دولية مشددة على حركة الطيران والشحنات التجارية في المنطقة، إلى جانب تحقيق شفاف حول دور الدول والشركات المتورطة في توريد الأسلحة. كما يجب تسليط الضوء على تأثير استغلال الذهب في تمويل النزاعات المسلحة وتدمير اقتصادات دول المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: