كينيا ترسخ وجودها العسكري في الصومال وسط تطورات جديدة في الأمن الإقليمي
مع دخول التدخل العسكري للاتحاد الإفريقي في الصومال مرحلة جديدة تحت مظلة “بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم واستقرار الصومال” (AUSSOM) بداية من يناير القادم، تسعى كينيا إلى تعزيز وجود قواتها في الصومال لمواجهة التهديدات المستمرة التي تمثلها حركة الشباب الإرهابية.
في هذا السياق، تتعاون نيروبي مع مقديشو لتنسيق الوجود المستمر لقوات الدفاع الكينية بعد انتهاء مهمة “بعثة الاتحاد الإفريقي للنقل في الصومال” (ATMIS)، ما يعكس التزام كينيا بإحلال الاستقرار في المنطقة ضمن مساعي الاتحاد الإفريقي لدعم الأمن في الصومال.
دعم كيني ثابت رغم التحديات
تعد كينيا من أبرز المساهمين في عمليات الاتحاد الإفريقي العسكرية في الصومال، التي انطلقت منذ عام 2012 لتشمل قوات متعددة الجنسيات، وتواصلت تحت مهمة “ATMIS” منذ عام 2022. واجه الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، تحدي تأمين استمرار هذه القوات، ما دفعه للقيام بزيارات دبلوماسية متتالية إلى كل من بوروندي وأوغندا وجيبوتي لتأمين التزامهم المستمر.
ورغم بعض الدعوات في كينيا لسحب القوات لأسباب أمنية واقتصادية، حسمت نيروبي موقفها باتفاق جديد مع مقديشو والاتحاد الإفريقي لدعم استمرارية القوات الكينية في الصومال، بما يضمن الحفاظ على المكاسب الأمنية المتحققة هناك خلال السنوات الماضية.
المكاسب الأمنية والاستخباراتية لكينيا
تسهم القوات الكينية بفاعلية في الحد من تسلل الجماعات المسلحة إلى الأراضي الكينية من خلال ضبط الحدود المغلقة منذ 2019. ويُعتبر هذا الوجود العسكري مصدرًا هامًا للحصول على المعلومات الاستخباراتية حول نشاطات حركة الشباب الإرهابية، ما يساهم في تعزيز أمن كينيا.
الأدوار الدبلوماسية وتوازنات المنطقة
تعمل القيادة العسكرية الكينية على ضمان فعالية وتنسيق تواجد قواتها في ولاية جوبالاند، جنوب الصومال، حيث من المتوقع أن يكون العدد أقل من الوحدات السابقة تحت قيادة “ATMIS”. ويأتي هذا في وقت يشهد فيه القرن الإفريقي توترات جديدة بين الدول الإقليمية، خاصة بعد قرار الصومال الاستعانة بقوات مصرية بدلاً من الإثيوبية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين إثيوبيا ومصر.
يسعى الرئيس الكيني، وليام روتو، إلى الحفاظ على الحياد الإيجابي والدور الدبلوماسي الفاعل لكينيا بين الأطراف المتنازعة، لتعزيز الاستقرار الإقليمي، حيث يأمل أن تلعب نيروبي دورًا بارزًا في تقريب وجهات النظر وتخفيف حدة التوترات.