الغرب يستنفد سبله في مواجهة بوتين
أشار مراسل البيت الأبيض ” ستيفن كولينسون ” في مقاله في CNN بعنوان: ” الغرب يستنفد سبله في مواجهة بوتين ” إلى أن العقوبات الغربية ضد روسيا رغم تأثيرها الكبير على روسيا وعزلها سياسياً واقتصادياً عن العالم، إلا أنها لم تستطع إيقاف رجل الكرملين القوي، ولم تؤمن الحماية اللازمة للمدنيين الأوكرانيين من بطش القوات الروسية.
فقد بدأ الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا تحقيقًا جديدًا في جرائم حرب محتملة في ضاحية بوشا في كييف، حيث تم العثور على جثث متناثرة لمدنيين أوكرانيين في الشوارع، وقد أثارت هذه المشاهد ردود فعل قوية، ويواجه الاتحاد الأوروبي الآن ضغوطاً لتوجيه ضربة اقتصادية قوية بقطع صادرات النفط والفحم الروسي تماماً.
وجاء رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية شديداً أيضاً على لسان الرئيس بايدن الذي وصف بوتين بمجرم حرب والرجل الوحشي في تعليقه على الجرائم المكتشفة في ضاحية بوشا قرب كييف، ودعا إلى فرض المزيد من العقوبات ومحاكمة بوتين على جرائم الحرب التي ارتكبها.
ولكن تبقى جدوى هذه العقوبات موضع الشك، في ما إذا كانت ستؤثر بالفعل على الزعيم الروسي الذي لا يرحم ولا يأبه بوصفه كمجرم حرب، فمن غير المرجح أن يتمكن الغرب من إيقاف فظائع بوتين على المدى القصير، خصوصاً بالنظر إلى حجم الجرائم التي ارتكبت بالفعل إلى الآن، كالهجمات على المباني السكنية والملاجئ والمستشفيات.
ويبدو أن بوتين يعول على موقعه السياسي الآمن في بلده، والذي يجعل فرص محاكمته كمجرم حرب بعيدة عن التحقق، ولكونه مسلح بأكبر مخزون من الروؤس النووية في العالم، فإن بوتين يدرك أن الغرب لن يتدخل بشكل مباشر في صدام كارثي مع روسيا من أجل أوكرانيا، ولن يقدم على إجراءات قوية كفرض حظر طيران لحماية المدنيين.
ولكن رغم فشل العقوبات المفروضة كأداة للردع، فإنها ستكون ذات تأثير مدمر على الاقتصاد الروسي والأقلية الحاكمة على المدى الطويل، ولذلك فإن بوتين يلعب من نواحٍ عديدة لعبة غير متكافئة مع الغرب، الذي تستند عقوباته وإجراءاته العقابية إلى رؤية أكثر منطقية لمصالح روسيا وقيودها الخاصة.
الرابط: https://cnn.it/3x6vMm4.