تركيا تعيّن سفيراً لها في مصر لأول مرة بعد تسع سنوات
بعد قطيعة دبلوماسية دامت لتسع سنوات بين تركيا ومصر، أعلنت أنقرة عن تعيين ” صالح موطلو شان ” سفيراً لها في القاهرة، وذلك منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي في عام 2013.
وتأتي هذه الخطوة في سياق عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وبين خصومها في المنطقة، وتشمل هذه العملية تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع كل من مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية، وقد شملت هذه العملية إسرائيل مؤخراً.
ويبدو أن تركيا تتجه في سياستها الخارجية من جديد نحو سياسة ” صفر مشاكل ” مع دول الجوار، وهي السياسة التي كان قد نظر لها واتبعها وزير الخارجية التركي السابق أحمد داود أوغلو، وكانت تركيا قد اضطرت للتخلي عن هذه السياسة عقب التهديد الإقليمي المتزايد لأمنها القومي والمتمثل بظهور المنظمات الإرهابية كداعش والفصائل الكردية الانفصالية على حدودها مع سوريا، وتورط بعض دول المنطقة في دعم المحاولة الانقلابية ضد الحكومة الشرعية في تركيا في 15 تموز 2016.
ولكن بعد خروج تركيا للدفاع عن أمنها القومي خارج حدودها، وبعد تدخلها في عدة دول وقضايا إقليمية عسكرياً وسياسياً كسوريا وليبيا، ازداد الضغط على تركيا أكثر فأكثر، وازدادت عزلتها في المنطقة بعد أن أصبحت في محيط من الدول المتصارعة معها والمناوئة لها.
كما أن الفشل النسبي لسياسة اللعب على توازن القوى والتنقل بين التحالفات الكبرى – روسيا وأمريكا – في منح تركيا الحصانة الوطنية والأمن القومي الذي تنشده، وخصوصاً الجانب الاقتصادي منه، دفع القيادة التركية إلى إعادة تقييم شامل لسياستها الخارجية إقليمياً وعالمياً، والاتجاه نحو إعادة ترميم العلاقات مع دول الجوار وتطبيع العلاقات معها بعد سنوات من القطيعة والصراع المتبادل، وذلك بما تقتضيه الضرورة المرحلية للمصلحة الوطنية التركية، وللحيلولة دون مزيد من الضغوط الاقتصادية التي واجهت تركيا وأثرت بشكل سلبي على مصالحها وعلى عملتها الوطنية.