الخريطة الجيو-سياسية في سوريا
روسيا.. على الرغم من حرب أوكرانيا فموسكو مصممة على إبقاء وجودها العسكري وقواعدها في سوريا، خصوصاً على الساحل، بهدف تمركز أسطولها في البحر وحماية أقرب حليف لها في الشرق الأوسط، الدولة السورية الحالية، أي الدفاع عن مناطق النظام وإذا أمكن “توسيعها”.
إيران.. النظام الإيراني أيضاً يبغي ليس فقط “البقاء” في سوريا، بل التوسع قدر الإمكان داخل الأراضي السورية ودعم سلطة الأسد ضد “الأعداء المشتركين” بمساعدة “حزب الله” من لبنان وسائر الميليشيات الخمينية في الشرق الأوسط، لتأمين الجسر الاستراتيجي بين إيران والمتوسط، والأهم إقامة جبهة صاروخية متقدمة لضرب إسرائيل في الغرب والأسطول السادس في البحر، والتحالف العربي من جنوب سوريا إذا لزم الأمر.
تركيا.. أنقره تريد الإبقاء على شريط أمني عسكري على طول الحدود السورية وبعمق لتفكيك “قوات سوريا الديمقراطية” في الشمال والشرق.
نظام الأسد.. يسعى إلى البقاء في مناطق سيطرته والتوسع باتجاه المناطق الأخرى، خصوصاً الشرق والجنوب، واسترجاع “سوريا الأسد” على الرغم من صعوبة عودتها كما كانت قبل 2011، كما يأمل النظام بأن تتم إعادة احتوائه من قبل الغرب بعد توقيع الاتفاق النووي.
منطقة الأكراد.. تضم عرباً وأقليات تسعى إلى المحافظة على أراضيها وإقامة مناطق شبه مستقلة كما الوضع في شمال العراق، وهي تستفيد من المظلة الأميركية ما دامت قائمة في شرق سوريا.
الولايات المتحدة.. واشنطن لا تريد مزيداً من الانخراط في “الحروب السورية” لكنها تحافظ على مواقعها المحدودة في شرق البلاد حتى تتضح الحال بالنسبة إلى الاتفاق النووي مع إيران، والمحافظة على العلاقات مع التحالف العربي.
إسرائيل.. ليس لديها رقعة سيطرة داخل سوريا عدا الجولان الذي ضمته منذ سنوات، والهدف الإسرائيلي الحالي هو التصدي للتقدم الإيراني في سوريا لكن من دون تحرك على الأرض. وإسرائيل تتكل على طيرانها و”درونها” وأحياناً قواتها الخاصة لمواجهة الماكينة الإيرانية، وإذا انسحبت أميركا من سوريا فستجد إسرائيل نفسها أمام تدخلات جوية أوسع في طول وعرض الجمهورية السورية.
كل هذه “الكيانات” الكبرى داخل سوريا قد وصلت تقريباً إلى أقصى انفلاتها حتى ظهور مرحلة أخرى حاسمة، ومن هنا يبدو أن الوحول باتت على طريق “النشفان”، أي الدخول في حقبة “الستاتيكو الثقيل” حتى تنجلي الغيوم السوداء بين اللاعبين العالميين.