الجيش السوداني يدخل سنجة: استرداد مدينة استراتيجية بعد معارك دامية
تمكن الجيش السوداني يوم السبت من دخول مدينة سنجة الواقعة بولاية سنار جنوب شرق البلاد لأول مرة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها في يونيو الماضي. العملية جاءت بعد تحركات ميدانية مكثفة من محاور متعددة، بما في ذلك محور السوكي ومحلية أبو حجار، حيث قام الجيش بفرض سيطرته وتأمين المنطقة.
خلفيات السيطرة على سنجة:
- قوات الدعم السريع كانت قد استباحت المدينة خلال احتلالها، حيث شملت انتهاكاتها نهب المنازل والمحلات التجارية واستخدام العنف ضد السكان، ما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين نحو ولايات القضارف والنيل الأزرق والمناطق المجاورة.
- وفقاً لمنظمات حقوقية محلية، استخدمت قوات الدعم السريع مستشفى سنجة التعليمي كقاعدة عسكرية واحتجزت مدنيين وطاقماً طبياً كدروع بشرية، ما يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الإنسانية الدولية.
الوضع الإنساني:
- النزوح الواسع ما زال يشكل تحدياً، حيث تواجه مناطق القضارف والنيل الأزرق تدفق آلاف النازحين في ظل نقص الخدمات والإمدادات الأساسية.
- يُعزى التدهور الأمني إلى استمرار الاشتباكات في المناطق المحيطة بسنجة، مع تركيز الجيش على طرد المتمردين من مواقعهم الاستراتيجية.
أهمية مدينة سنجة:
تُعد سنجة مركزاً استراتيجياً في ولاية سنار، وتقع على بعد 350 كيلومتراً جنوب شرق الخرطوم. استعادتها تمثل خطوة محورية في تقليص نفوذ الدعم السريع بالمنطقة وفتح الطرق لإغاثة النازحين.
تصريحات رسمية:
حذر نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، من خطورة استمرار الصراع وتأثيره على استقرار السودان والمنطقة بأكملها، مشيراً إلى أن الخرائط الجديدة للحل السياسي تتضمن مراحل لوقف الأعمال العدائية وتحقيق دمج القوات.
هذا التطور الميداني يعكس استمرار الصراع الدموي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ بداية الحرب، حيث لا يزال المدنيون يدفعون الثمن الأكبر في ظل أوضاع إنسانية متفاقمة.