مقالات الرأي

بين ترامب وهاريس: مسارات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق والعالم

مقدمة:

تقترب الولايات المتحدة الأمريكية من انتخابات رئاسية جديدة، ويترقب العالم الخارجي كيفية تطور السياسة الخارجية الأمريكية بناءً على الفائز في السباق، سواء كان الرئيس السابق دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي. سنحاول من خلال هذا التحليل استعراض أبرز الفروقات في السياسة الخارجية المتوقعة لكل منهما، خاصة تجاه قضايا الشرق الأوسط والصين وأوروبا.

ترامب وهاريس: رؤى مختلفة لأهداف متشابهة

كلا المرشحين يهدف إلى حماية موقع الولايات المتحدة في الساحة الدولية، والدفاع عن الهيمنة الغربية ضد القوى التي تسعى إلى تغيير هذا النظام. لكن الاختلاف يظهر في طريقة التعامل مع التحديات الدولية؛ ترامب يفضل الصفقات غير التقليدية، بينما تؤكد هاريس على التحالفات المتعددة الأطراف والمؤسسات الدولية.

الصين: المواجهة المستمرة

سواء فاز ترامب أو هاريس، فإن الصين ستبقى محورا أساسيا في السياسة الخارجية الأمريكية. يتفق المرشحان على ضرورة التصدي للنفوذ الصيني، مع التركيز على فرض تعريفات جمركية لحماية الاقتصاد الأمريكي، لكنهما يختلفان في تفاصيل السياسات والتطبيق. بينما يميل ترامب إلى صفقات تجارية حادة، ستواصل هاريس سياسة بايدن الانتقائية في التعامل مع الصين، لا سيما في المجالات التكنولوجية والاقتصادية.

أوروبا: الحليف التقليدي في معادلة جديدة

من المتوقع أن تكون أوروبا ساحة الاختلاف الرئيسية بين ترامب وهاريس. ترامب قد يضغط على دول “الناتو” لزيادة إنفاقها العسكري، وقد يشهد الأوروبيون توترات تجارية مع واشنطن. في المقابل، ستركز هاريس على تعزيز التحالفات الأوروبية ودعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، مع الحفاظ على العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي.

الشرق الأوسط: استمرارية مع اختلافات طفيفة

سيظل الشرق الأوسط في قلب السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة في ظل النزاعات القائمة بين “إسرائيل” وإيران. كلا المرشحين سيواصلان دعم “إسرائيل” وتوطيد العلاقات مع دول الخليج، لكن نهج ترامب قد يكون أكثر عدائية تجاه إيران، مما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري. في المقابل، قد تتبنى هاريس نهجا حذرا يتوازن بين الضغوط الاقتصادية والتفاوض.

الخلاصة:

بينما يحمل كل من ترامب وهاريس رؤى مختلفة في كيفية تحقيق الأهداف الأمريكية على الساحة الدولية، تبقى القضايا الكبرى مثل الصين، أوروبا، والشرق الأوسط في مقدمة الأولويات.


إعداد وتحرير: مركز مسارات للتفكير الاستراتيجي
تاريخ الإصدار: أكتوبر 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى