قبل لقاء بايدن وبوتين ماهي رسائل روسيا من التصعيد في إدلب؟
تشهد محافظة إدلب تصعيداً عسكرياً في جبل الزاوية وريف إدلب، فقد شهدت المنطقة قصفاً بالمدفعية وغارات جوية نفذها الطيران الروسي لإيصال عدة رسائل سياسية، قبيل القمة المزمع عقدها في جنيف بين بايدن وبوتين.
من الواضح أن الروس يوجهون رسالة بأن إدلب مازالت منطقة تسيطر عليها جماعات تُصنفها الولايات المتحدة على أنها جماعات إرهابية، بالتزامن مع تصريحات مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض “جيك سوليفان” أن الرئيس الأميركي “جو بايدن” سيبحث القضايا المتعلقة بسوريا خلال القمة المزمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف “سوليفان”: نعتقد أنه يجب أن يكون هناك ممرات إنسانية في سوريا لوصول المساعدات وإنقاذ الأرواح،
وبالتالي هي رسالة واضحة في ظل الحديث عن المعابر بأنها يجب أن تكون تحت سيطرة الروس لذا فإن تقديم المساعدات الإنسانية لتلك المنطقة غير ضروري فهي منطقة تسيطر عليها جماعات إرهابية.
كذلك هي رسالة بأن روسيا هي من تملك النفوذ العسكري وتتحكم بمصير المنطقة، كذلك فإن التصعيد الروسي هو ضغط على أنقرة بالتزامن مع تقارب تركي أمريكي حول الملف السوري .
أيضاً تريد روسيا إيصال رسالة بأن تركيا ليس بقدرتها تأمين مناطق نفوذها، وانتشار النقاط التركية وتوقيع خفض التصعيد لا يعني أن مناطق سيطرة الأتراك مناطق آمنة ولذلك شهدنا أمس انتقال التصعيد من إدلب لمناطق درع الفرات في “عفرين” ولو لم يكن الروس هم الجهة المباشرة التي نفذت القصف على مشفى عفرين إلا أن الروس من المحتمل توفيرهم غطاء لقسد أو النظام بتلك الهجمات لأن مصدر القصف “تل رفعت” وذلك من باب الضغط الروسي على تركيا بأن المنطقة غير آمنة وتسبب بحالة عدم الاستقرار بالمنطقة التي تعتبر تحت الوصاية التركية.
مع كل ما أوردنا من تحليل رسائل التصعيد إلا أن الراجح أن الأمور ستعود للتهدئة بعد إيصال تلك الرسائل التفاوضية.