الأهمية “الجيو ـ استراتيجية” لقاعدة “التنف” الأمريكية
تقع منطقة “التنف” الصحراوية في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، وتشكل عقدة اتصال بين الدول الثلاث، وتبلغ مساحتها نحو 80 كيلومترًا مربعًا.
في العام 2016 أسست الولايات المتحدة، قاعدة عسكرية في المنطقة، ضدت عدة مئات من الجنود الأمريكيين إلى جانب فصائل من قوات المعارضة، عرفت باسم “قاعدة التنف”، يحيط بها منطقة عازلة بعمق 55 كيلومترا.
ونظرًا للأهمية “الجيو ـ استراتيجية” الكبيرة للقاعدة، فقد حافظت الولايات المتحدة على وجودها فيها على مدار السنوات الماضية، في حين تكررت مطالبات نظام الأسد وحلفائه لواشنطن من الانسحاب من القاعدة التي تعرضت للعديد من الهجمات والتي كان آخرها في يونيو/حزيران 2022، حيث استهدفت مقاتلتين من طراز “سوخوي” موقعا في القاعدة بحسب ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ويمكن اختصار أهمية القاعدة في الاستراتيجية الأمريكية بعدة نقاط أبرزها:
1. تشكل القاعدة نقطة عرقلة مهمة لخطوط الإمداد الإيرانية القادمة من طهران مرورا بالعراق وصولا إلى سوريا ولبنان، حيث تقع القاعدة بالقرب من طريق دمشق ـ بغداد، إضافة لمساهمتها في رصد جميع التحركات الإيرانية على الطرق المحاذية لطريق دمشق ـ بغداد، ما يجعل طرق الأمداد الإيرانية مكشوفة أمام القوات الأمريكية، القادرة على استهدفها متى أرادت.
- شكلت القاعدة نقطة ارتكاز مهمة في مواجهة تنظيم داعش سابقًا، في حين تشكل حاليًا عائقًا أمام تحركات التنظيم في المطقة الصحراوية، ونقطة مراقبة أمامية في المنطقة.
-
تعد القاعدة نقطة ارتكاز أساسية لموازنة النفوذ الروسي في الجنوب السوري، خاصة وأن الوجود الأمريكي في سوريا مقتصر على الشمال الشرقي لسوريا، في حين تعد قاعدة “التنف” هي القاعدة الأمريكية الوحيدة الواقعة في الجنوب السوري، غربي نهر الفرات، حيث لا تبدو واشنطن راغبة في ترك الجنوب بالمطلق لموسكو.
-
تشكل القاعدة نقطة ارتكاز مهمة لحماية أمن إسرائيل، وهو ما أكدته دراسة لـ”معهد واشنطن” جاء فيها أن الوجود الأميركي في قاعدة “التنف” كان مفيدًا لما تصفه تل أبيب بـ”حملة إسرائيل بين الحروب”.
بينما يفيد الخبراء العسكريون أن القاعدة “تمنح القوات الأميركية إمكانية استخدام راجمات هايمارس الصاروخية المتطورة وغيرها من الأسلحة الحديثة، وكذلك إرسال الطائرات المسيرة في المنطقة، ومن الممكن جعلها مرتكزا وقاعدة لانطلاق وتحرك بري محتمل”، سواء لمواجهة التنظيم، أو المليشيات الإيرانية متى اضطرت واشنطن لذلك، مع الإشارة هنا لاحتضان القاعدة مئات المقاتلين من فصائل المعارضة السورية.
وعلى ضوء التغيرات الدراماتيكية التي تشهدها منطقة “التنف”، وفي ظل تنامي المواجهة العربية ـ الإيرانية من جهة، والإسرائيلية الأمريكية من جهة أخرى؛
برأيك
هل سنشهد قريبًا تحركًا عسكريًا، انطلاقًا من قاعدة “التنف” الأمريكية؟