النسوية بحث في الجذور الفكرية والتجليات الواقعية- النسوية السورية_الخليجية نموذجاً
استضاف مركز مسارات للحوار والتنمية السياسية ورشة عمل بعنوان : ” النسوية بحث في الجذور الفكرية والتجليات الواقعية- نماذج عربية “، وتم فيها مناقشة عدة نقاط متعلقة بموضوع النسوية ونشأتها ومدى تأثيرها اليوم في المجتمعات العربية،
وشارك في اللقاء عدد من الناشطات النسويات والأكاديميات كان منهم:
د.رغداء زيدان -مديرة مركز مدنيون وعضو اللجنة الدستورية.
أ-ميساء سعيد- مديرة مؤسسة إشراق
أ-مروان دياب -ناشط
أ-عمر الدغيم -باحث.
أ-كندة حواصللي-مديرة الوحدة المجتمعية في مركز الحوار السوري.
أخولة العيسى- مسؤول قطاع المرأة في جمعية همة.
وقد أشرف على إدارة الجلسة الصحفي – براء عبد الرحمن.
وفي المجمل فقد أشار المتحدثون إلى عدة نقاط وهي:
1. شهدت المجتمعات العربية نمواً ملحوظاً للحركة النسوية في العقدين الأخيرين، فبعد أن كانت الحركات النسائية في العالم العربي تقوم على فكرة المطالبة بحقوق المرأة الأساسية والطبيعية كحق التعليم والدخول إلى سوق العمل والملكية والانتخاب وغيرها، أصبحت الآن وتحت تأثير الحركة النسوية العالمية التي تعد أبرز مخرجات ما بعد الحداثة، تميل نحو الأفكار النسوية المتطرفة والمتصادمة كلياً مع قيم وتقاليد المجتمعات العربية دينياً واجتماعياً وثقافياً.
2. النسوية بمفهومها الحالي المروج له هي جزء من منظومة شذوذ متكاملة تتضمن الإلحاد والمثلية والجندرة وغيرها من الدعوات المستحدثة.
3. غالباً ما يتم الخلط عند الجمهور بين حق الدفاع عن حقوق المرأة الأساسية والمشروعة، وبين تبني الأفكار النسوية المتطرفة والشاذة التي تتصادم مع ثوابت الدين وقيم المسلمين ومسلمات الفطرة النقية، حيث يتم رمي الكثير من الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة والعاملات في مجال تمكينها بتهمة الترويج للنسوية وللأفكار الهدامة للأسرة والمجتمع، فليست كل من نادت بحقوق المرأة وتمكينها ناشطة نسوية والعكس صحيح.
4. الأوساط المحافظة من النخبة والعامة معاً، في مواجهتها للنسوية ومكافحة أفكارها تتعامل معها بكثير من الانطباعية الغير علمية ومنهجية.
5. النسويات المسلمات يعانين من ضياع انتماء وتيه في تحديد الهوية الفكرية على الوجه الدقيق، فلا الحركات النسوية الحقيقية تعترف بهن لعدم اعترافهم بأحكام الإسلام الخاصة بالمرأة ووضعها في المجتمع، ولا التيارات الإسلامية تقبلهن وتعترف بهن كجزء منها لتصادم وتعارض ما يدعون إليه مع ثواب الإسلام التشريعية والفقهية والعقائدية بخصوص المرأة وعلاقتها مع الرجل ومع الأسرة والمجتمع.
5. التوجيه الخاطئ للخطاب النمطي المتعلق بحقوق المرأة، حيث غالباً ما يوجه هذا الخطاب إلى النساء بدلاً من توجيهه للرجال المعنيين به بالدرجة الأولى لقدرتهم على منح الحقوق للنساء أو حرمانهن، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كرر التوصيات للرجال بحقوق النساء وواجب الإحسان إليهن، كما في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: ” استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيراً “، والمخاطب هنا هم الآباء والأزواج والإخوة.
6. وجوب محاربة الظلم المجتمعي الذي يلبس لبوس الدين، وعدم إعطائه الغطاء والشرعية التي تمكنه من الاستمرار في اضطهاد المرأة وهضم حقوقها.
7. النسوية بمفهومها ومبادئها الأساسية تشكل إيديولوجيا مستقلة لها توجهاتها ورؤيتها الخاصة للدولة والمجتمع والأسرة والرجل، وهي انطلاقاً من طابعها الإيديولوجي لا تدافع عن حقوق المرأة بالمعنى الإيجابي والواقعي بقدر ما تضرها وتضر الرجل معها، فهي تشكل خطراً كبيراً على قيمد المجتمع المسلم وتقاليده، كما تهدد تماسكه وسلامة كل أسرة فيه.
النسوية الخليجية:
لخصوصية وضع المرأة الخليجية من الناحية الاجتماعية والقانونية، والتي تميزها عن وضع المرأة العربية عموماً في باقي البلاد العربية، فإن للحركة النسوية في دول الخليج العربي خصوصية أيضاً، من حيث أنها ظهرت بصورة فاقعة وأكثر وضوحاً وصخباً، وربما يعود ذلك لأن المرأة الخليجية مازالت محدودة الحريات بالنظر إلى المرأة العربية في العراق وسوريا ومصر والمغرب وغيرها من دول العالم العربي.
ولعل دولة الكويت هي أول من شهدت بذور الحركة النسوية مع بداية السبعينيات من القرن الماضي، وتأسيس مجلس إدارة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية برئاسة لولوة القطامي أقدم النسويات الخليجيات، وربما ذلك يعود للجو الديمقراطي النسبي الذي تتمتع به الكويت منذ تأسيسها وتمتاز به عن جيرانها.
ووصلت النسوية إلى السعودية في وقت متأخر، حيث ظهرت في العقدين الأخيرين مجموعة من الناشطات السعوديات في مجال حقوق المرأة والحركة النسوية، وغالباً ما يتم الخلط بين الفريقين في الحالة السعودية، ومن أشهرهن لجين الهذلول وسمر بدوي، ولأن بعضهن يقبعن في السجون السعودية كعزيزة اليوسف ونوف عبدالعزيز،
فإنه ينظر إليهن كمناضلات سياسا من أجل الحريات والحقوق المدنية والسياسية عموماً أكثر من كونهن نسويات أو مناضلات من أجل حقوق المرأة.
ولكن الأغرب هو ظهور بوادر الحركة النسوية في المجتمع القطري مؤخراً، فرغم أن المجتمع القطري صغير ومحدود من حيث الكتلة السكانية، وبالتالي أشد قابلية للانغلاق والحفاظ على الحصانة الداخلية للمنظومة الاجتماعية والثقافية التقليدية، إلا أنه حدث وأن ظهرت بعض الشخصيات المنادية بالشعارات النسوية والمتبنية لمبادئها وخطابها، وأشهرهن أمل محمد المالكي العميدة المؤسّسة لكليّة العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، والحاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن من كليّة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن.
حيث دعت أمل المالكي لإدراج مفهوم المساواة الجندرية والأفكار النسوية في المناهج التربوية والتعليمية القطرية، وأعلنت أنها تسعى لمحاربة الذكورية السائدة في المجتمع القطري وأنها ستسعى لنشر أفكار نوال السعداوي، وينسب لها أقوال غريبة وأفكار ذات أصول غربية كقولها بأن الزواج يمثل النظام القانوني الذي يسوغ حبس المرأة فيما يسمى بالأسرة، واعتبرت أن استخدام موانع الحمل الصناعية والإجهاض نصراً للنساء، والأغرب من ذلك كله هو مهاجمتها للغة العربية ومدحها للغة الإنجليزية بزعم أنها طيعة وسهلة المفردات.