إسقاط القدوات وهدم المؤسسات الثورية “سلاح الثورة المضادة”
تعاني الثورة السورية العظيمة من عثرات وقفت في طريقها لتثنيها عن إكمال الطريق نحو الحرية والكرامة، وهدم كل حلم سوري بعيش كريم عزيز بعيداً عن إجرام آل الأسد.
حيث تشهد الساحة الثورية معارك داخلية خطيرة تشنها أدوات وأذرع الثورات المضادة للثورة السورية، سواء على الصعيد الإعلامي أو السياسي أو العسكري، فقد لاحظنا ومنذ سنوات مشهد يتكرر مع بروز كل شخصية ثورية وطنية ناجحة أو مؤسسة ثورية تحظى بقبول دولي وتمثيل شعبي، حيث التشكيك والهدم والتشوية الإعلامي لكل قدوة وثائر أو مؤسسة سياسية وعسكرية هدفهم بذلك إبعاد أي التفاف شعبي حولهم وقطع أي دعم من شأنه أن يعزز عمل هذه المؤسسات!!
تنتهج هذه القنوات طريقة النقد متخذة الموضوعية والإصلاح شعارا لها، إلا أنها تضلل الرأي العام بذلك، فهي بعيدة كل البعد عن النقد الموضوعي والإصلاح المؤسساتي بل دورها هو الإسقاط العمد لكل الشخصيات الوطنية والتشكيك بمصداقية المؤسسات وعملها.
لاشك أن أبرز هذه القنوات هي قناة أورينت الإخبارية، فهي تشن منذ سنوات حرباً على كافة المؤسسات الثورية بححج واهية، فكم وكم هاجمت الجيش الوطني واصفة إياهم بالميليشيات والائتلاف الوطني واليوم المجلس الإسلامي السوري بتهم بعيدة كل البعد عن الواقع !!
حيث تتصيد الأخطاء المسلكية والعملية التي لا تسلم منها مؤسسة عاملة وتجعلها رأي عام وباب للتشهير والإسقاط والهدم.
لاشك أننا بحاجة ماسة إلى منبر إصلاحي ناقد يعرفنا بأخطاء مؤسساتنا لنصححها ونعيد القطار الثوري إلى سكته، إلا أن هذه الجهات المدعومة مخابراتية تعمد لتشويه صورة الثورة التي قدمت مليون شهيد وملايين المهجرين وتقزمها على أنها حفنة ميليشات وتجار دين على حسب توصيفهم.
خلاصة القول: إن ملايين الدولارات تدفع لتشويه صورة المؤسسات الثورية وخصوصاً الإسلامية منها، وإفشالها وإسقاط العلماء الذين انحازوا للثورة أو انضموا لها، وكذلك فصائل الجيش الوطني الذين ضحوا بأرواحهم فداء لأهلهم العزل!
فالمهمة على عاتق المراكز والمؤسسات الإعلامية الحرة في توعية الشباب الثائر كبيرة وحساسة، فالشباب رأس مال الثورات وتركهم لقمة سائغة في فم الثورة المضادة خسارة كبيرة لقوى الثورة السورية.