4 سيناريوهات لنهاية الحرب في أوكرانيا ونتائجها
تحولت الحرب في أوكرانيا إلى حدث عالمي ونقطة فاصلة تاريخياً في فترة ما بعد الحرب الباردة، ولذلك يطرح السؤال التالي: كيف ستنتهي هذه الحرب وما هي نتائجها ؟ ويحتمل الجواب أربعة سيناريوهات:
السيناريو الأول: صراع مجمد يستمر بين روسيا وأوكرانيا يؤدي إلى نهايات تفضي إلى نهايات آخرى، حيث أنه في ظل تزايد الغضب الشعبي في الاتحاد الأوروبي كردة فعل على موجات اللاجئين الأوكرانيين الجديدة والذين بلغ عددهم الملايين في وسط الركود الاقتصادي، وقلق الغربيين من تكيف الشعب الروسي مع العقوبات مع الزمن، وارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة الأمريكية والذي سيؤدي في خسارة الديمقراطيين لانتخابات 2024، وإحكام بوتين لسيطرته على البلاد بعد إحباطه لمحاولات انقلابية تدبرها الأوليغارشية الروسية، سيصع الغرب أمام خيارين: الأول هو الضغط على زيلينسكي وبوتين من أجل وقف إطلاق النار وإبرام اتفاقية سلام محدودة، على الرغم من مخاطر السلام الهش، وهذا الخيار سيقود إلى حرب باردة مزدوجة، والثاني هو تكثيف الغرب مساعدته العسكرية لأوكرانيا على أمل أن يؤدي اختراق عسكري أوكراني إلى إجبار بوتين على تقديم تنازلات كبيرة، وهذا الخيار سيؤدي إلى حرب نووية أو تأسيس نظام دولي جديد.
السيناريو الثاني: حرب باردة مزدوجة بعد وصول المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا إلى طريق مسدود، وبعد وقف إطلاق النار بمقتضى اتفاق بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي بضغط من برلين وباريس وواشنطن، سيعقد الأوروبيون مؤتمر سلام للحد من التسلح لتجنيب العالم حرباً باردةً جديدة، لكن سيفشل هذا المؤتمر نتيجة اعتراض الولايات المتحدة الأمريكية بذريعة عدم دفع بوتين لتعويضات الحرب، وستحشد قوات جديدة على الحدود الأوروبية الشرقية، وهو الأمر الذي سيدفع روسيا إلى التقارب مع الصين اقتصادياً وعسكرياً، وبهذا ينتهي النظام الدولي وتظهر كتلتان قويتان وكتلة ثالثة من دول عدم الانحياز الغير رسمية، وسيصبح التعاون الدولي في التحديات والمشاكل الاقتصادية والمناخية أكثر صعوبة، وستتدهور المنظمات العالمية وتتراجع العولمة.
السيناريو الثالث: نهاية العالم بحرب نووية، فمع تواصل الحرب المدمرة بين روسيا وأوكرانيا في اشتباك مستمر يستنزف كل من الطرفين وحلفائهما، يرفض الرئيس زيلينسكي التفاوض مع موسكو بعد الدمار الذي تعرضت له عدة مدن أوكرانية، وتصعد دول ناتو إمدادتها العسكرية لأوكرانيا، وتقدم التدريب السري الآمن على الجانب البولندي من الحدود.
فيستفز ذلك روسيا التي ترد بصاروخ نووي تكتيكي على الجانب الأوكراني من الحدود مع بولندا، وهكذا يستمر التصعيد العسكري والهجومي بالأسلحة النووية التكتيكية، وتستخدم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الذكاء الصناعي والهجمات الإلكترونية في هذه الحرب، وتقوم الحرب العالمية الثالثة بعد فشل الصين وفرنسا في التوسط بين أطراف النزاع.
السيناريو الرابع: بعد إطلاق روسيا لصاروخ نووي تكتيكي ضد الملاذ الآمن للناتو في بولندا والذي يدعم المقاومة الأوكرانية، يضغط القادة الأوروبيون مدفوعين بخوفهم من بداية نووية للمعركة البشرية الأخيرة على الولايات المتحدة الأمريكية لتأجيل العمل العسكري، كما تتدخل الصين وتضغط على روسيا لرفع حالة التأهب العسكري.
يعقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، فتتبنى أوكرانيا موقفاً محايداً بين الشرق والغرب، ويلتزم الناتو بعدم ضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلفه، وتقر أوكرانيا دستور فيدرالي جديد تصبح مناطق دونيتسك ولوغانسك شبه مستقلة بموجبه، ثم يقود الأمين العام للأمم المتحدة جهوداً لحظر كل الأسلحة النووية التكتيكية والعودة إلى هدف نزع السلاح النووي. وتؤدي جهود الصين للتوسط في الصراع، وممارسة الضغط على روسيا من خلال رفض خطة إنقاذ مالية لموسكو، إلى إعادة ضبط العلاقات الصينية – الأميركية، وإطلاق إطار للتعايش التنافسي، إلى جانب علاقة تجارية أكثر بين القوتين.